القول في تأويل قوله تعالى ( 
وما هم بخارجين من النار  ( 167 ) ) 
قال 
أبو جعفر   : يعني تعالى ذكره بذلك : وما هؤلاء الذين وصفتهم من الكفار - وإن ندموا بعد معاينتهم ما عاينوا من عذاب الله ، فاشتدت ندامتهم على ما سلف منهم من أعمالهم الخبيثة ، وتمنوا إلى الدنيا كرة لينيبوا فيها ، ويتبرءوا من مضليهم وسادتهم الذين كانوا يطيعونهم في معصية الله فيها - بخارجين من النار التي أصلاهموها الله بكفرهم به في الدنيا ، ولا ندمهم فيها بمنجيهم من عذاب الله حينئذ ، ولكنهم فيها مخلدون . 
وفي هذه الآية الدلالة على تكذيب الله الزاعمين أن عذاب الله أهل النار من أهل الكفر منقض ، وأنه إلى نهاية ، ثم هو بعد ذلك فان . لأن الله تعالى ذكره أخبر عن هؤلاء الذين وصف صفتهم في هذه الآية ، ثم ختم الخبر عنهم بأنهم غير خارجين من النار ، بغير استثناء منه وقتا دون وقت . فذلك إلى غير حد ولا نهاية .