صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى ( صم بكم عمي فهم لا يعقلون ( 171 ) )

قال أبو جعفر : يعني تعالى ذكره بقوله : " صم بكم عمي " ، هؤلاء الكفار الذين مثلهم كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء " صم " عن الحق فهم لا يسمعون - " بكم " يعني : خرس عن قيل الحق والصواب ، والإقرار بما أمرهم الله أن يقروا به ، وتبيين ما أمرهم الله تعالى ذكره أن يبينوه من أمر محمد صلى الله عليه وسلم للناس ، فلا ينطقون به ولا يقولونه ، ولا يبينونه للناس - ، " عمي " [ ص: 316 ] عن الهدى وطريق الحق فلا يبصرونه ، كما : -

2464 - حدثنا بشر بن معاذ قال : حدثنا يزيد عن سعيد عن قتادة قوله : " صم بكم عمي " ، يقول : صم عن الحق فلا يسمعونه ، ولا ينتفعون به ولا يعقلونه; عمي عن الحق والهدى فلا يبصرونه; بكم عن الحق فلا ينطقون به .

2465 - حدثني موسى بن هارون قال : حدثنا عمرو بن حماد قال : حدثنا أسباط ، عن السدي : " صم بكم عمي " يقول : عن الحق .

2466 - حدثني المثنى قال : حدثنا أبو صالح قال : حدثني معاوية عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : " صم بكم عمي " ، يقول : لا يسمعون الهدى ولا يبصرونه ولا يعقلونه .

وأما الرفع في قوله : " صم بكم عمي " ، فإنه أتاه من قبل الابتداء والاستئناف ، يدل على ذلك قوله : " فهم لا يعقلون " ، كما يقال في الكلام : " هو أصم لا يسمع ، وهو أبكم لا يتكلم " .

التالي السابق


الخدمات العلمية