[ ص: 664 ]  [ ص: 665 ]  [ ص: 266 ]  [ ص: 667 ] بسم الله الرحمن الرحيم 
القول في 
تأويل قوله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه : ( إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا  ) . 
يقول تعالى ذكره لنبيه 
محمد  صلى الله عليه وسلم : إذا جاءك نصر الله يا 
محمد  على قومك من 
قريش  ، والفتح : فتح 
مكة   ( 
ورأيت الناس  ) من صنوف العرب وقبائلها أهل 
اليمن  منهم ، وقبائل 
نزار   ( 
يدخلون في دين الله أفواجا  ) يقول : في دين الله الذي ابتعثك به ، وطاعتك التي دعاهم إليها أفواجا ، يعني زمرا ، فوجا فوجا . 
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . 
ذكر من قال ما قلنا في قوله : ( 
إذا جاء نصر الله والفتح  ) : 
حدثني 
الحارث  ، قال : ثنا 
الحسن ،  قال : ثنا 
ورقاء ،  عن 
ابن أبي نجيح ،  عن 
مجاهد  ، في قول الله : ( 
إذا جاء نصر الله والفتح  ) : فتح 
مكة   . 
حدثني 
يونس ،  قال : أخبرنا 
ابن وهب ،  قال : قال 
ابن زيد ،  في قول الله : ( 
إذا جاء نصر الله والفتح  ) النصر حين فتح الله عليه ونصره  . 
حدثني 
إسماعيل بن موسى  ، قال : أخبرنا 
الحسين بن عيسى الحنفي  ، عن 
معمر  ، عن 
الزهري  ، عن 
أبي حازم ،  nindex.php?page=hadith&LINKID=812700عن ابن عباس  ، قال : بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة  ، إذ قال : " الله أكبر ، الله أكبر ، جاء نصر الله والفتح ، جاء أهل اليمن   " ، قيل : يا رسول الله ، وما أهل اليمن ؟  قال : " قوم رقيقة قلوبهم ، لينة طباعهم ، الإيمان يمان ، والفقه يمان ، والحكمة يمانية "  . 
حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=12166ابن المثنى ،  قال : ثني 
عبد الأعلى  ، قال : ثنا 
داود ،  عن 
عامر  ، عن  
[ ص: 668 ] مسروق  ، 
nindex.php?page=hadith&LINKID=811208عن عائشة  ، قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من قول : سبحان الله وبحمده ، وأستغفر الله وأتوب إليه ; قالت : فقلت : يا رسول الله أراك تكثر قول : سبحان الله وبحمده ، وأستغفر الله وأتوب إليه ، فقال : " خبرني ربي أني سأرى علامة في أمتي ، فإذا رأيتها أكثرت من قول سبحان الله وبحمده ، وأستغفره وأتوب إليه ، فقد رأيتها ( إذا جاء نصر الله والفتح  ) فتح مكة   ( ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا  ) "  . 
حدثنا 
ابن وكيع ،  قال : ثنا 
عبد الأعلى  ، قال : ثنا 
داود  عن 
الشعبي  ، عن 
مسروق  ، عن 
عائشة  ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، بنحوه . 
حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=12166ابن المثنى ،  قال : ثنا 
عبد الوهاب  ، قال : ثنا 
داود  ، عن 
عامر  ، 
nindex.php?page=hadith&LINKID=811876عن عائشة  ، قالت : كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يكثر قبل موته من قول سبحان الله وبحمده ثم ذكر نحوه  . 
حدثني 
إسحاق بن شاهين  ، قال : ثنا 
خالد  ، عن 
داود  ، عن 
عامر  ، عن 
مسروق  ، عن 
عائشة  ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، بنحوه . 
حدثنا 
ابن عبد الأعلى ،  قال : ثنا 
ابن ثور  ، عن 
معمر  ، 
nindex.php?page=hadith&LINKID=811877عن عكرمة  قال : لما نزلت : ( إذا جاء نصر الله والفتح  ) قال النبي صلى الله عليه وسلم : "جاء نصر الله والفتح ، وجاء أهل اليمن   " قالوا : يا نبي الله ، وما أهل اليمن ؟  قال : " رقيقة قلوبهم ، لينة طباعهم ، الإيمان يمان ، والحكمة يمانية "  . وأما قوله : ( أفواجا ) فقد تقدم ذكره في معنى أقوال أهل التأويل . 
وقد حدثني 
الحارث  ، قال : ثنا 
بشر  ، قال : ثنا 
يزيد  ، قال : ثنا 
الحسن ،  قال : ثنا 
ورقاء ،  عن 
ابن أبي نجيح ،  عن 
مجاهد   ( 
في دين الله أفواجا  ) قال : زمرا زمرا  . 
وقوله : ( 
فسبح بحمد ربك  ) 
يقول : فسبح ربك وعظمه بحمده وشكره ، على ما أنجز لك من وعده . فإنك حينئذ لاحق به ، وذائق ما ذاق من قبلك من رسله من الموت . 
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . 
ذكر من قال ذلك : 
حدثنا 
ابن بشار  ، قال : ثنا 
عبد الرحمن  ، قال : ثنا 
سفيان ،  عن 
حبيب  ، عن 
سعيد بن جبير  ، عن 
ابن عباس  ، أن 
 nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب  رضي الله عنه سألهم عن قول الله تعالى :  
[ ص: 669 ]  ( 
إذا جاء نصر الله والفتح  ) قالوا : فتح المدائن والقصور ، قال : فأنت يا 
بن عباس  ما تقول : قلت : مثل ضرب 
لمحمد  صلى الله عليه وسلم نعيت إليه نفسه  . 
حدثنا 
ابن بشار ،  قال : ثنا 
محمد بن جعفر  ، قال : ثنا 
شعبة ،  عن 
أبي بشر  ، عن 
سعيد بن جبير  ، عن 
ابن عباس  ، أن 
 nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب  رضي الله عنه كان يدنيه ، فقال له 
عبد الرحمن   : إن لنا أبناء مثله ، فقال 
عمر   : إنه من حيث تعلم ، قال : فسأله 
عمر  عن قول الله : ( 
إذا جاء نصر الله والفتح  ) السورة ، فقال 
ابن عباس   : أجله ، أعلمه الله إياه ، فقال 
عمر   : ما أعلم منها إلا مثل ما تعلم  . 
حدثنا 
ابن حميد ،  قال : ثنا 
مهران ،  عن 
سفيان ،  عن 
عاصم  ، عن 
أبي رزين  ، عن 
ابن عباس  ، قال : قال 
عمر  رضي الله عنه : ما هي ؟ يعني ( 
إذا جاء نصر الله والفتح  ) قال 
ابن عباس  ، ( 
إذا جاء نصر الله  ) حتى بلغ : ( واستغفره ) إنك ميت ( 
إنه كان توابا  ) فقال 
عمر   : ما نعلم منها إلا ما قلت  . 
قال : ثنا 
مهران ،  عن 
سفيان ،  عن 
عاصم  ، عن 
أبي رزين ،  عن 
ابن عباس  قال : لما نزلت ( 
إذا جاء نصر الله والفتح  ) علم النبي أنه نعيت إليه نفسه ، فقيل له : ( 
إذا جاء نصر الله والفتح  ) إلى آخر السورة  . 
حدثنا 
أبو كريب   nindex.php?page=showalam&ids=13631وابن وكيع  ، قالا ثنا 
ابن فضيل  ، عن 
عطاء بن السائب  ، عن 
سعيد بن جبير  ، 
nindex.php?page=hadith&LINKID=811209عن ابن عباس  ، قال : لما نزلت ( إذا جاء نصر الله والفتح  ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " نعيت إلي نفسي ، كأني مقبوض في تلك السنة "  . 
حدثني 
محمد بن سعد ،  قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن 
ابن عباس  ، في قوله : ( 
إذا جاء نصر الله والفتح  ) قال : ذاك حين نعى له نفسه يقول : إذا ( 
رأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا  ) يعني إسلام الناس ، يقول : فذاك حين حضر أجلك ( 
فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا  )  . 
حدثني 
أبو السائب  وسعيد بن يحيى الأموي  ، قالا ثنا أبو 
معاوية ،  عن 
الأعمش  ، عن 
مسلم  ، عن 
مسروق  ، 
nindex.php?page=hadith&LINKID=811210عن عائشة  قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول قبل أن يموت : " سبحانك اللهم وبحمدك ، أستغفرك وأتوب إليك  " قالت : فقلت : يا رسول الله ما هذه الكلمات التي أراك قد أحدثتها تقولها ؟ قال : " قد جعلت لي علامة في أمتي إذا رأيتها قلتها ( إذا جاء نصر الله والفتح  ) إلى آخر السورة  " .  
[ ص: 670 ] 
حدثني 
يحيى بن إبراهيم المسعودي  ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن جده ، عن 
الأعمش  ، عن 
مسلم  ، عن 
مسروق  ، قال : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=811878قالت عائشة   : ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أنزلت عليه هذه السورة ( إذا جاء نصر الله والفتح  ) لا يقول قبلها : سبحانك ربنا وبحمدك ، اللهم اغفر لي "  . 
حدثنا ابن 
 nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ،  قال : ثنا 
ابن نمير  ، عن 
الأعمش  ، عن 
مسلم  ، عن 
مسروق  ، عن 
عائشة  ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، مثله . 
حدثنا ابن 
 nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ،  قال : ثنا 
جرير  ، عن 
منصور  ، عن 
أبي الضحى  ، عن 
مسروق  ، 
nindex.php?page=hadith&LINKID=811211عن عائشة  قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده : " سبحانك اللهم وبحمدك ، اللهم اغفر لي " يتأول القرآن  . 
حدثني 
يعقوب بن إبراهيم  ، قال : ثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية ،  عن 
داود  ، عن 
الشعبي  ، قال 
داود   : لا أعلمه إلا عن 
مسروق  ، وربما قال عن 
مسروق  ، 
nindex.php?page=hadith&LINKID=811212عن عائشة  قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول : " سبحان الله وبحمده ، أستغفر الله وأتوب إليه " فقلت : إنك تكثر من هذا ، فقال : " إن ربي قد أخبرني أني سأرى علامة في أمتي ، وأمرني إذا رأيت تلك العلامة أن أسبح بحمده ، وأستغفره إنه كان توابا ، فقد رأيتها ( إذا جاء نصر الله والفتح  ) "  . 
حدثنا 
أبو السائب  ، قال : ثنا 
حفص  ، قال : ثنا 
عاصم  ، عن 
الشعبي  ، 
عن أم سلمة  ، قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر أمره لا يقوم ولا يقعد ، ولا يذهب ولا يجيء إلا قال : " سبحان الله وبحمده " فقلت : يا رسول الله ، إنك تكثر من سبحان الله وبحمده ، لا تذهب ولا تجيء ، ولا تقوم ولا تقعد إلا قلت : سبحان الله وبحمده ، قال : " إني أمرت بها " فقال : ( 
إذا جاء نصر الله والفتح  ) إلى آخر السورة . 
حدثنا 
ابن حميد ،  قال : ثنا 
سلمة  ، قال : ثنا 
ابن إسحاق  ، عن بعض أصحابه ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=16572عطاء بن يسار  ، قال : نزلت سورة ( 
إذا جاء نصر الله والفتح  ) كلها 
بالمدينة  بعد فتح 
مكة  ، ودخول الناس في الدين ، ينعى إليه نفسه  . 
قال : ثنا 
جرير ،  عن 
مغيرة  ، عن 
زياد بن الحصين  ، عن 
أبي العالية  ، قال : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=811879لما نزلت : ( إذا جاء نصر الله والفتح  ) ونعيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم نفسه ،  [ ص: 671 ] كان لا يقوم من مجلس يجلس فيه حتى يقول : " سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك "  . 
قال : ثنا 
الحكم بن بشير  ، قال : ثنا 
عمرو  ، قال : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=811213لما نزلت : ( إذا جاء نصر الله والفتح  ) كان النبي صلى الله عليه وسلم مما يكثر أن يقول : " سبحانك اللهم وبحمدك ، رب اغفر لي وتب علي ، إنك أنت التواب الرحيم "  . 
حدثنا 
بشر  ، قال : ثنا 
يزيد  ، قال : ثنا 
سعيد ،  عن 
قتادة   ( 
إذا جاء نصر الله والفتح  ) قرأها كلها . قال 
ابن عباس   : هذه السورة علم وحد حده الله لنبيه صلى الله عليه وسلم ، ونعى له نفسه ؛ أي : إنك لن تعيش بعدها إلا قليلا . قال 
قتادة   : والله ما عاش بعد ذلك إلا قليلا سنتين ، ثم توفي صلى الله عليه وسلم  . 
حدثنا 
ابن حميد ،  قال : ثنا 
مهران ،  عن 
أبي معاذ عيسى بن أبي يزيد  ، عن 
أبي إسحاق ،  عن 
أبي عبيدة  ، 
nindex.php?page=hadith&LINKID=811214عن ابن مسعود  ، قال : لما نزلت : ( إذا جاء نصر الله والفتح  ) كان يكثر أن يقول : " سبحانك اللهم وبحمدك ، اللهم اغفر لي ، سبحانك ربنا وبحمدك ، اللهم اغفر لي ، إنك أنت التواب الغفور "  . 
حدثت عن 
الحسين  ، قال : سمعت 
أبا معاذ  يقول : ثنا 
عبيد  ، قال : سمعت 
الضحاك  يقول في قول الله : ( 
إذا جاء نصر الله والفتح  ) : كانت هذه السورة آية لموت رسول الله صلى الله عليه وسلم  . 
حدثني 
محمد بن عمرو ،  قال : ثنا 
أبو عاصم ،  قال : ثنا 
عيسى ;  وحدثني 
الحارث  ، قال : ثنا 
الحسن ،  قال : ثنا 
ورقاء ،  جميعا عن 
ابن أبي نجيح ،  عن 
مجاهد  ، في قول الله : ( 
واستغفره إنه كان توابا  ) قال : اعلم أنك ستموت عند ذلك  . 
وقوله : ( واستغفره ) 
يقول : وسله أن يغفر ذنوبك . 
يقول : إنه كان ذا رجوع لعبده المطيع إلى ما يحب . والهاء من قوله " إنه " من ذكر الله عز وجل . 
آخر تفسير سورة النصر