صفحة جزء
[ ص: 684 ] [ ص: 685 ] [ ص: 686 ] [ ص: 687 ] بسم الله الرحمن الرحيم

القول في تأويل قوله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه : ( قل هو الله أحد ( 1 ) الله الصمد ( 2 ) لم يلد ولم يولد ( 3 ) ولم يكن له كفوا أحد ( 4 ) ) .

ذكر أن المشركين سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نسب رب العزة ، فأنزل الله هذه السورة جوابا لهم . وقال بعضهم : بل نزلت من أجل أن اليهود سألوه ، فقالوا له : هذا الله خلق الخلق ، فمن خلق الله ؟ فأنزلت جوابا لهم .

ذكر من قال : أنزلت جوابا للمشركين الذين سألوه أن ينسب لهم الرب تبارك وتعالى .

حدثنا أحمد بن منيع المروزي ومحمود بن خداش الطالقاني ، قالا ثنا أبو سعيد الصنعاني ، قال : ثنا أبو جعفر الرازي ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية ، عن أبي بن كعب ، قال : قال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم : انسب لنا ربك ، فأنزل الله : ( قل هو الله أحد الله الصمد ) .

حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا يحيى بن واضح ، قال : ثنا الحسين ، عن يزيد ، عن عكرمة ، قال : إن المشركين قالوا : يا رسول الله أخبرنا عن ربك ، صف لنا ربك ما هو ، ومن أي شيء هو ؟ فأنزل الله : ( قل هو الله أحد ) إلى آخر السورة .

حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن أبي جعفر ، عن الربيع ، عن أبي العالية ( قل هو الله أحد الله الصمد ) قال : قال ذلك قتادة الأحزاب : انسب لنا ربك ، فأتاه جبريل بهذه .

حدثني محمد بن عوف ، قال : ثنا شريح ، قال : ثنا إسماعيل بن مجالد ، عن مجالد ، عن الشعبي ، عن جابر قال : قال المشركون : انسب لنا ربك ، فأنزل الله [ ص: 688 ] ( قل هو الله أحد ) .

ذكر من قال : نزل ذلك من أجل مسألة اليهود :

حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا سلمة ، قال : ثني ابن إسحاق ، عن محمد ، عن سعيد ، قال : أتى رهط من اليهود النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : يا محمد هذا الله خلق الخلق ، فمن خلقه ؟ فغضب النبي صلى الله عليه وسلم حتى انتقع لونه ، ثم ساورهم غضبا لربه ، فجاءه جبريل عليه السلام فسكنه ، وقال : اخفض عليك جناحك يا محمد ، وجاءه من الله جواب ما سألوه عنه . قال : " يقول الله : ( قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ) " فلما تلا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم ، قالوا : صف لنا ربك كيف خلقه ، وكيف عضده ، وكيف ذراعه ، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم أشد من غضبه الأول ، وساورهم غضبا ، فأتاه جبريل فقال له مثل مقالته ، وأتاه بجواب ما سألوه عنه : ( وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون ) .

حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، قال : جاء ناس من اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : انسب لنا ربك ، فنزلت : ( قل هو الله أحد ) حتى ختم السورة .

فتأويل الكلام إذا كان الأمر على ما وصفنا : قل يا محمد لهؤلاء السائليك عن نسب ربك وصفته ، ومن خلقه : الرب الذي سألتموني عنه ، هو الله الذي له عبادة كل شيء ، لا تنبغي العبادة إلا له ، ولا تصلح لشيء سواه .

واختلف أهل العربية في الرافع ( أحد ) فقال بعضهم : الرافع له " الله" ، وهو عماد بمنزلة الهاء في قوله : ( إنه أنا الله العزيز الحكيم ) . وقال آخر منهم : بل هو مرفوع ، وإن كان نكرة بالاستئناف ، كقوله : هذا بعلي شيخ ، وقال : هو الله جواب لكلام قوم قالوا له : ما الذي تعبد ؟ فقال : "هو الله" ، ثم قيل له : فما هو ؟ قال : هو أحد .

وقال آخرون ( أحد ) بمعنى : واحد ، وأنكر أن يكون العماد مستأنفا به ، حتى يكون قبله حرف من حروف الشك ، كظن وأخواتها ، وكان وذواتها ، أو إن وما [ ص: 689 ] أشبهها ، وهذا القول الثاني هو أشبه بمذاهب العربية .

واختلفت القراء في قراءة ذلك ، فقرأته عامة قراء الأمصار ( أحد الله الصمد ) بتنوين " أحد " ، سوى نصر بن عاصم ، وعبد الله بن أبي إسحاق ، فإنه روي عنهما ترك التنوين : " أحد الله "; وكأن من قرأ ذلك كذلك ، قال : نون الأعراب إذا استقبلتها الألف واللام أو ساكن من الحروف حذفت أحيانا ، كما قال الشاعر :


كيف نومي على الفراش ولما تشمل الشام غارة شعواء     تذهل الشيخ عن بنيه وتبدي
عن خدام العقيلة العذراء



يريد : عن خدام العقيلة .

والصواب في ذلك عندنا : التنوين ، لمعنيين : أحدهما أفصح اللغتين ، وأشهر الكلامين ، وأجودهما عند العرب . والثاني : إجماع الحجة من قراء الأمصار على اختيار التنوين فيه ، ففي ذلك مكتفى عن الاستشهاد على صحته بغيره . وقد بينا معنى قوله " أحد " فيما مضى ، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع .

وقوله : ( الله الصمد ) يقول تعالى ذكره : المعبود الذي لا تصلح العبادة إلا له الصمد .

واختلف أهل التأويل في معنى الصمد ، فقال بعضهم : هو الذي ليس بأجوف ، ولا يأكل ولا يشرب .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا عبد الرحمن بن الأسود ، قال : ثنا محمد بن ربيعة ، عن سلمة بن [ ص: 690 ] سابور ، عن عطية ، عن ابن عباس ، قال : ( الصمد ) : الذي ليس بأجوف .

حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ، قال : ( الصمد ) : المصمت الذي لا جوف له .

حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ، مثله سواء .

حدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال : ( الصمد ) : المصمت الذي ليس له جوف .

حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ووكيع ، قالا ثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال ( : الصمد ) : الذي لا جوف له .

حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ; وحدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران جميعا ، عن سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله .

حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا الربيع بن مسلم ، عن الحسن ، قال : ( الصمد ) : الذي لا جوف له .

قال : ثنا الربيع بن مسلم ، عن إبراهيم بن ميسرة ، قال : أرسلني مجاهد إلى سعيد بن جبير أسأله عن ( الصمد ) ، فقال : الذي لا جوف له .

حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا يحيى ، قال : ثنا إسماعيل بن أبي خالد ، عن الشعبي ، قال : ( الصمد ) الذي لا يطعم الطعام .

حدثنا يعقوب ، قال : ثنا هشيم ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن الشعبي أنه قال : ( الصمد ) : الذي لا يأكل الطعام ، ولا يشرب الشراب .

حدثنا أبو كريب وابن بشار ، قالا ثنا وكيع ، عن سلمة بن نبيط ، عن الضحاك ، قال : ( الصمد ) : الذي لا جوف له .

حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا ابن أبي زائدة ، عن إسماعيل ، عن عامر ، قال : ( الصمد ) : الذي لا يأكل الطعام .

حدثنا ابن بشار وزيد بن أخزم ، قالا ثنا ابن داود ، عن المستقيم بن عبد الملك ، عن سعيد بن المسيب قال : ( الصمد ) : الذي لا حشوة له .

حدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت [ ص: 691 ] الضحاك يقول في قوله : ( الصمد ) : الذي لا جوف له .

حدثني العباس بن أبي طالب ، قال : ثنا محمد بن عمر بن رومي ، عن عبيد الله بن سعيد قائد الأعمش ، قال : ثني صالح بن حيان ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه ، قال : لا أعلمه إلا قد رفعه ، قال : ( الصمد ) الذي لا جوف له .

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا بشر بن المفضل ، عن الربيع بن مسلم ، قال : سمعت الحسن يقول : ( الصمد ) : الذي لا جوف له .

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن عكرمة ، قال : ( الصمد ) : الذي لا جوف له .

وقال آخرون : هو الذي لا يخرج منه شيء .

ذكر من قال ذلك :

حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن علية ، عن أبي رجاء قال : سمعت عكرمة ، قال في قوله : ( الصمد ) : الذي لم يخرج منه شيء ، ولم يلد ، ولم يولد .

حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا محمد بن جعفر ، قال : ثنا شعبة ، عن أبي رجاء محمد بن يوسف ، عن عكرمة قال : ( الصمد ) : الذي لا يخرج منه شيء .

وقال آخرون : هو الذي لم يلد ولم يولد .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن أبي جعفر ، عن الربيع ، عن أبي العالية ، قال : ( الصمد ) : الذي لم يلد ولم يولد ، لأنه ليس شيء يلد إلا سيورث ، ولا شيء يولد إلا سيموت ، فأخبرهم تعالى ذكره أنه لا يورث ولا يموت .

حدثنا أحمد بن منيع ومحمود بن خداش قالا ثنا أبو سعيد الصنعاني ، قال : قال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم انسب لنا ربك فأنزل الله : ( قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ) لأنه ليس شيء يولد إلا سيموت ، وليس شيء يموت إلا سيورث ، وإن الله جل ثناؤه لا يموت ولا يورث ( ولم يكن له كفوا أحد ) : ولم يكن له شبيه ولا عدل ، وليس كمثله شيء .

حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن أبي معشر ، عن محمد بن كعب : الصمد : الذي لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد . [ ص: 692 ]

وقال آخرون : قد انتهى سؤدده .

ذكر من قال ذلك :

حدثني أبو السائب ، قال : ثني أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن شقيق ، قال : الصمد : هو السيد الذي قد انتهى سؤدده .

حدثنا أبو كريب وابن بشار وابن عبد الأعلى ، قالوا : ثنا وكيع ، عن الأعمش ، عن أبي وائل ، قال : ( الصمد ) : السيد الذي قد انتهى سؤدده; ولم يقل أبو كريب وابن عبد الأعلى سؤدده .

حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن الأعمش ، عن أبي وائل مثله .

حدثنا علي ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، في قوله : ( الصمد ) يقول : السيد الذي قد كمل في سؤدده ، والشريف الذي قد كمل في شرفه ، والعظيم الذي قد عظم في عظمته ، والحليم الذي قد كمل في حلمه ، والغني الذي قد كمل في غناه ، والجبار الذي قد كمل في جبروته ، والعالم الذي قد كمل في علمه ، والحكيم الذي قد كمل في حكمته ، وهو الذي قد كمل في أنواع الشرف والسؤدد ، وهو الله سبحانه هذه صفته ، لا تنبغي إلا له .

وقال آخرون : بل هو الباقي الذي لا يفنى .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، في قوله : ( قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ) قال : كان الحسن وقتادة يقولان : الباقي بعد خلقه ، قال : هذه سورة خالصة ، ليس فيها ذكر شيء من أمر الدنيا والآخرة .

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، قال : ( الصمد ) : الدائم .

قال أبو جعفر : الصمد عند العرب : هو السيد الذي يصمد إليه ، الذي لا أحد فوقه ، وكذلك تسمى أشرافها; ومنه قول الشاعر :


ألا بكر الناعي بخيري بني أسد     بعمرو بن مسعود وبالسيد الصمد

[ ص: 693 ]

وقال الزبرقان :


ولا رهينة إلا سيد صمد



فإذا كان ذلك كذلك ، فالذي هو أولى بتأويل الكلمة ، المعنى المعروف من كلام من نزل القرآن بلسانه; ولو كان حديث ابن بريدة ، عن أبيه صحيحا ، كان أولى الأقوال بالصحة ، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم بما عنى الله جل ثناؤه ، وبما أنزل عليه .

وقوله : ( لم يلد ) يقول : ليس بفان ، لأنه لا شيء يلد إلا هو فان بائد

( ولم يولد ) يقول : وليس بمحدث لم يكن فكان ، لأن كل مولود فإنما وجد بعد أن لم يكن ، وحدث بعد أن كان غير موجود ، ولكنه تعالى ذكره قديم لم يزل ، ودائم لم يبد ، ولا يزول ولا يفنى .

وقوله : ( ولم يكن له كفوا أحد )

اختلف أهل التأويل في معنى ذلك ، فقال بعضهم : معنى ذلك : ولم يكن له شبيه ولا مثل .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن أبي جعفر ، عن الربيع ، عن أبي العالية قوله : ( ولم يكن له كفوا أحد ) : لم يكن له شبيه ، ولا عدل ، وليس كمثله شيء .

حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، عن عمرو بن غيلان الثقفي ، وكان أمير البصرة عن كعب ، قال : إن الله تعالى ذكره أسس السماوات السبع ، والأرضين السبع ، على هذه السورة ( لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ) وإن الله لم يكافئه أحد من خلقه .

حدثني علي ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس [ ص: 694 ] ( ولم يكن له كفوا أحد ) قال : ليس كمثله شيء ، فسبحان الله الواحد القهار .

حدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، عن ابن جريج ( ولم يكن له كفوا ) : مثل .

وقال آخرون : معنى ذلك ، أنه لم يكن له صاحبة .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن عبد الملك بن أبجر ، عن طلحة ، عن مجاهد ، قوله : ( ولم يكن له كفوا أحد ) قال : صاحبة .

حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا يحيى ، عن سفيان ، عن ابن أبجر ، عن طلحة ، عن مجاهد ، مثله .

حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا ابن إدريس ، عن عبد الملك ، عن طلحة ، عن مجاهد ، مثله .

حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن ابن أبجر ، عن رجل عن مجاهد ( ولم يكن له كفوا أحد ) قال : صاحبة .

حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن عبد الملك بن أبجر ، عن طلحة بن مصرف ، عن مجاهد ( ولم يكن له كفوا أحد ) قال : صاحبة .

حدثنا أبو السائب ، قال : ثنا ابن إدريس ، عن عبد الملك ، عن طلحة ، عن مجاهد مثله .

والكفؤ والكفى والكفاء في كلام العرب واحد ، وهو المثل والشبه; ومنه قول نابغة بني ذبيان :


لا تقذفني بركن لا كفاء له     ولو تأثفك الأعداء بالرفد



يعني : لا كفاء له : لا مثل له . [ ص: 695 ]

واختلف القراء في قراءة قوله : ( كفوا ) . فقرأ ذلك عامة قراء البصرة : ( كفوا ) بضم الكاف والفاء . وقرأه بعض قراء الكوفة بتسكين الفاء وهمزها " كفئا " .

والصواب من القول في ذلك : أن يقال : إنهما قراءتان معروفتان ، ولغتان مشهورتان ، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب .

آخر تفسير سورة الإخلاص

التالي السابق


الخدمات العلمية