القول في تأويل قوله تعالى ( 
والله يرزق من يشاء بغير حساب  ( 212 ) ) 
قال 
أبو جعفر   : ويعني بذلك : والله يعطي الذين اتقوا يوم القيامة من نعمه وكراماته وجزيل عطاياه ، بغير محاسبة منه لهم على ما من به عليهم من كرامته . 
فإن قال لنا قائل : وما في قوله : " 
يرزق من يشاء بغير حساب  " من المدح ؟ قيل : المعنى الذي فيه من المدح ، الخبر عن أنه غير خائف نفاد خزائنه ،  
[ ص: 275 ] فيحتاج إلى حساب ما يخرج منها ، إذ كان الحساب من المعطي إنما يكون ليعلم قدر العطاء الذي يخرج من ملكه إلى غيره ، لئلا يتجاوز في عطاياه إلى ما يجحف به ، فربنا تبارك وتعالى غير خائف نفاد خزائنه ، ولا انتقاص شيء من ملكه ، بعطائه ما يعطي عباده ، فيحتاج إلى حساب ما يعطي ، وإحصاء ما يبقي . فذلك المعنى الذي في قوله : " 
والله يرزق من يشاء بغير حساب  "