القول في 
تأويل قوله جل ثناؤه : ( قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء  ) 
قال 
أبو جعفر :  والسفهاء جمع سفيه ، كما العلماء جمع عليم ، والحكماء جمع حكيم . والسفيه : الجاهل ، الضعيف الرأي ، القليل المعرفة بمواضع المنافع والمضار . ولذلك سمى الله عز وجل النساء والصبيان سفهاء ، فقال تعالى : ( 
ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما  ) [ سورة النساء : 5 ] ، فقال عامة أهل التأويل : هم النساء والصبيان ، لضعف آرائهم ، وقلة معرفتهم بمواضع المصالح والمضار التي تصرف إليها الأموال . 
وإنما عنى المنافقون بقيلهم : 
أنؤمن كما آمن السفهاء  - إذ دعوا إلى التصديق 
بمحمد  صلى الله عليه وسلم ، وبما جاء به من عند الله ، والإقرار بالبعث فقيل لهم : آمنوا كما آمن [ الناس ] - أصحاب 
محمد  وأتباعه من المؤمنين المصدقين به ، من أهل الإيمان واليقين ، والتصديق بالله ، وبما افترض عليهم على لسان رسوله 
محمد  صلى الله عليه وسلم وفي كتابه ، وباليوم الآخر . فقالوا إجابة لقائل ذلك لهم : أنؤمن كما آمن أهل الجهل ، ونصدق 
بمحمد  صلى الله عليه وسلم كما صدق به هؤلاء الذين لا عقول لهم ولا أفهام ؟ كالذي : 
344 - حدثني 
موسى بن هارون ،  قال : حدثنا 
عمرو بن حماد ،  قال : حدثنا 
أسباط ،  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي  في خبر ذكره ، عن 
أبي مالك ،  وعن 
أبي صالح ،  عن 
ابن  [ ص: 294 ] عباس   - وعن 
 nindex.php?page=showalam&ids=17058مرة الهمداني  ، عن 
ابن مسعود  ، وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : ( 
قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء  ) ، يعنون أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم . 
345 - حدثني 
المثنى بن إبراهيم ،  قال : حدثنا 
إسحاق بن الحجاج  ، قال : حدثنا 
عبد الله بن أبي جعفر  ، عن أبيه ، عن 
الربيع بن أنس   : ( 
قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء  ) يعنون أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم . 
346 - حدثني 
 nindex.php?page=showalam&ids=17418يونس بن عبد الأعلى ،  قال : أنبأنا 
ابن وهب  ، قال : حدثنا 
عبد الرحمن بن زيد بن أسلم  في قوله : " 
قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء  " قال : هذا قول المنافقين ، يريدون أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم . 
347 - حدثنا 
أبو كريب ،  قال : حدثنا 
عثمان بن سعيد ،  عن 
بشر بن عمارة ،  عن 
أبي روق ،  عن 
الضحاك  ، عن 
ابن عباس   : ( 
قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء  ) يقولون : أنقول كما تقول السفهاء ؟ يعنون أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، لخلافهم لدينهم .