[ ص: 398 ] القول في 
تأويل قوله تعالى ( فأتوا حرثكم أنى شئتم  ) 
قال 
أبو جعفر   : يعني تعالى ذكره بذلك : فانكحوا مزدرع أولادكم من حيث شئتم من وجوه المأتى . 
و " الإتيان " في هذا الموضع ، كناية عن اسم الجماع . 
واختلف أهل التأويل في معنى قوله : " 
أنى شئتم  " . 
فقال بعضهم : معنى " أنى " كيف . 
ذكر من قال ذلك : 
4309 - حدثنا 
أبو كريب  قال : حدثنا 
ابن عطية  قال : حدثنا 
شريك  عن 
عطاء  عن 
سعيد بن جبير  عن 
ابن عباس   : " 
فأتوا حرثكم أنى شئتم  " ، قال : يأتيها كيف شاء ، ما لم يكن يأتيها في دبرها أو في الحيض  . 
4310 - حدثنا 
أحمد بن إسحاق  قال : حدثنا 
أبو أحمد  قال : حدثنا 
شريك  عن 
عطاء  عن 
سعيد بن جبير  عن 
ابن عباس  قوله : " 
نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم  " ، قال : ائتها أنى شئت ، مقبلة ومدبرة ، ما لم تأتها في الدبر والمحيض  . 
4311 - حدثنا 
علي بن داود  قال : حدثنا 
أبو صالح  قال : حدثني 
معاوية  عن 
علي  عن 
ابن عباس  قوله : " 
فأتوا حرثكم أنى شئتم  " ، يعني بالحرث : الفرج . يقول : تأتيه كيف شئت ، مستقبله ومستدبره وعلى أي ذلك أردت ، بعد أن لا تجاوز الفرج إلى غيره ، وهو قوله : " 
فأتوهن من حيث أمركم الله  "  .  
[ ص: 399 ] 
4312 - حدثنا 
أحمد بن إسحاق الأهوازي  قال : حدثنا 
أبو أحمد  قال : حدثنا 
شريك  عن 
عبد الكريم  عن 
عكرمة   : " 
فأتوا حرثكم أنى شئتم  " ، قال : يأتيها كيف شاء ، ما لم يعمل عمل قوم لوط  . 
4313 - حدثنا 
أحمد بن إسحاق  قال : حدثنا 
أبو أحمد  قال : حدثنا 
الحسن بن صالح  عن 
ليث  عن 
مجاهد   : " 
فأتوا حرثكم أنى شئتم  " ، قال : يأتيها كيف شاء ، واتق الدبر والحيض  . 
4314 - حدثني 
عبيد الله بن سعد  قال : حدثني عمي قال : حدثني أبي قال : حدثني 
يزيد   : أن 
ابن كعب  كان يقول : إنما قوله : " 
فأتوا حرثكم أنى شئتم  " ، يقول : ائتها مضجعة وقائمة ومنحرفة ومقبلة ومدبرة كيف شئت ، إذا كان في قبلها  .  
[ ص: 400 ] 
4315 - حدثني 
يعقوب بن إبراهيم  قال : حدثنا 
هشيم  قال : أخبرنا 
حصين  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=17058مرة الهمداني  قال : سمعته يحدث 
nindex.php?page=hadith&LINKID=3501691أن رجلا من اليهود لقي رجلا من المسلمين فقال له : أيأتي أحدكم أهله باركا؟ قال : نعم . قال : فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : فنزلت هذه الآية : " نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم  " يقول : كيف شاء ، بعد أن يكون في الفرج . 
4316 - حدثنا 
بشر  قال : حدثنا 
يزيد  قال : حدثنا 
سعيد  عن 
قتادة  قوله : " 
نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم  " ، إن شئت قائما أو قاعدا أو على جنب ، إذا كان يأتيها من الوجه الذي يأتي منه المحيض ، ولا يتعدى ذلك إلى غيره  . 
4317 - حدثنا 
موسى بن هارون  قال : حدثنا 
عمرو بن حماد  قال : حدثنا 
أسباط  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي   : " 
فأتوا حرثكم أنى شئتم  " ، ائت حرثك كيف شئت من قبلها ، ولا تأتيها في دبرها . " 
أنى شئتم  " ، قال : كيف شئتم  . 
4318 - حدثني 
يونس  قال : أخبرنا 
ابن وهب  قال : أخبرنا 
عمرو بن الحارث  عن 
سعيد بن أبي هلال   : أن 
عبد الله بن علي  حدثه : أنه بلغه أن ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم جلسوا يوما ورجل من اليهود قريب منهم ، فجعل بعضهم يقول : إني لآتي امرأتي وهي مضطجعة . ويقول الآخر : إني لآتيها وهي قائمة . ويقول الآخر : إني لآتيها على جنبها وباركة . فقال اليهودي : ما أنتم إلا أمثال البهائم ! ولكنا إنما نأتيها على هيئة واحدة ! فأنزل الله تعالى ذكره : " 
نساؤكم حرث لكم  " ، فهو القبل . 
وقال آخرون : معنى : " 
أنى شئتم  " ، من حيث شئتم ، وأي وجه أحببتم . 
ذكر من قال ذلك :  
[ ص: 401 ] 
4319 - حدثنا 
سهل بن موسى الرازي  قال : حدثنا 
ابن أبي فديك  عن 
إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة الأشهل  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=15855داود بن الحصين  عن 
عكرمة  عن 
ابن عباس   : أنه كان يكره أن تؤتى المرأة في دبرها ، ويقول : إنما الحرث من القبل الذي يكون منه النسل والحيض ، وينهى عن 
إتيان المرأة في دبرها ويقول : إنما نزلت هذه الآية : " 
نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم  " ، يقول : من أي وجه شئتم  . 
4320 - حدثنا 
ابن حميد  قال حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=13622ابن واضح  قال : حدثنا 
العتكي  عن 
عكرمة   : " 
فأتوا حرثكم أنى شئتم  " ، قال : ظهرها لبطنها غير معاجزة - يعني الدبر  . 
4321 - حدثنا 
عبيد الله بن سعد  قال : حدثني عمي قال : حدثني أبي  
[ ص: 402 ] عن 
يزيد   [ عن 
الحارث بن كعب   ] ، عن 
محمد بن كعب  قال : إن 
ابن عباس  كان يقول : اسق نباتك من حيث نباته  . 
4322 - حدثت عن 
عمار  قال : حدثنا 
ابن أبي جعفر  عن أبيه عن 
الربيع  قوله : " 
فأتوا حرثكم أنى شئتم  " ، يقول : من أين شئتم . ذكر لنا - والله أعلم - أن اليهود قالوا : إن العرب يأتون النساء من قبل أعجازهن ، فإذا فعلوا ذلك ، جاء الولد أحول ، فأكذب الله أحدوثتهم فقال : " 
نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم  "  . 
4323 - حدثنا 
القاسم  قال : حدثنا 
الحسين  قال : حدثنا 
حجاج  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج  عن 
مجاهد  قال يقول : ائتوا النساء في [ غير ] أدبارهن على كل نحو قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج   : سمعت 
عطاء بن أبي رباح  قال : تذاكرنا هذا عند 
ابن عباس  فقال 
ابن عباس   : ائتوهن من حيث شئتم ، مقبلة ومدبرة  . فقال رجل : كأن هذا حلال! فأنكر 
عطاء  أن يكون هذا هكذا ، وأنكره كأنه إنما يريد الفرج ، مقبلة ومدبرة في الفرج  . 
وقال آخرون معنى قوله : " 
أنى شئتم  " ، متى شئتم . 
ذكر من قال ذلك :  
[ ص: 403 ] 
4324 - حدثت عن 
حسين بن الفرج  قال : سمعت 
أبا معاذ الفضل بن خالد  قال : أخبرنا 
عبيد بن سليمان  قال : سمعت 
الضحاك  يقول في قوله : " 
فأتوا حرثكم أنى شئتم  " ، يقول : متى شئتم  . 
4325 - حدثني 
 nindex.php?page=showalam&ids=17418يونس بن عبد الأعلى  قال : أخبرنا 
ابن وهب  قال : حدثنا 
أبو صخر  عن أبي 
 nindex.php?page=showalam&ids=16650معاوية البجلي - وهو عمار الدهني   - عن 
سعيد بن جبير  أنه قال : بينا أنا 
ومجاهد  جالسان عند 
ابن عباس  أتاه رجل فوقف على رأسه فقال : يا أبا العباس - أو : يا أبا الفضل - ألا تشفيني عن آية المحيض؟ فقال : بلى! فقرأ : " 
ويسألونك عن المحيض  " حتى بلغ آخر الآية ، فقال 
ابن عباس   : من حيث جاء الدم ، من ثم أمرت أن تأتي . فقال له الرجل : يا أبا الفضل ، كيف بالآية التي تتبعها : " 
نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم  " ؟ فقال : إي! ويحك! وفي الدبر من حرث!! لو كان ما تقول حقا ، لكان المحيض منسوخا! إذا اشتغل من ههنا ، جئت من ههنا! ولكن : أنى شئتم من الليل والنهار  . 
وقال آخرون : بل معنى ذلك : أين شئتم ، وحيث شئتم . 
ذكر من قال ذلك : 
4326 - حدثني 
يعقوب  قال : حدثنا 
هشيم  قال : أخبرنا 
ابن عون  عن  
[ ص: 404 ] نافع  قال كان 
ابن عمر  إذا قرئ القرآن لم يتكلم . قال : فقرأت ذات يوم هذه الآية : " 
نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم  " ، فقال : أتدري فيمن نزلت هذه الآية؟ قلت : لا! قال : نزلت في إتيان النساء في أدبارهن  . 
4326 حدثني 
يعقوب  حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية  حدثنا 
ابن عون  عن 
نافع  قال : قرأت ذات يوم : " 
نساؤكم حرث لكم فائتوا حرثكم أنى شئتم  " فقال 
ابن عمر   : أتدري فيم نزلت؟ قلت : لا ! قال : نزلت في إتيان النساء في أدبارهن  ) . 
4327 - حدثني 
إبراهيم بن عبد الله بن مسلم أبو مسلم  قال : حدثنا 
أبو عمر الضرير  قال : حدثنا 
إسماعيل بن إبراهيم صاحب الكرابيس  عن 
ابن عون  عن 
نافع  قال : كنت أمسك على 
ابن عمر  المصحف ، إذ تلا هذه الآية : " 
نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم  " ، فقال : أن يأتيها في دبرها  .  
[ ص: 405 ] 
4328 - حدثني 
عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم  قال : حدثنا 
عبد الملك بن مسلمة  قال : حدثنا 
الدراوردي  قال : قيل 
 nindex.php?page=showalam&ids=15944لزيد بن أسلم   : إن 
محمد بن المنكدر  ينهى عن إتيان النساء في أدبارهن . فقال زيد : أشهد على محمد لأخبرني أنه يفعله  . 
4329 - حدثني 
عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم  قال : حدثنا 
أبو زيد عبد الرحمن بن أحمد بن أبي الغمر  قال : حدثني 
عبد الرحمن بن القاسم  عن 
مالك بن أنس  أنه قيل له : يا أبا عبد الله ، إن الناس يروون عن 
سالم   : " كذب العبد ، أو : العلج ، على أبي " ! فقال 
مالك   : أشهد على 
يزيد بن رومان  أنه أخبرني ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=15959سالم بن عبد الله  عن 
ابن عمر  مثل ما قال 
نافع   . فقيل له : فإن 
الحارث بن يعقوب  يروي عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=11839أبي الحباب سعيد بن يسار   : أنه سأل 
ابن عمر  فقال له : يا أبا عبد الرحمن ، إنا نشتري الجواري فنحمض لهن؟ فقال : وما التحميض؟ قال : الدبر . فقال 
ابن عمر   : أف ! أف ! يفعل ذلك مؤمن ! - أو قال : مسلم !  - فقال 
مالك   : أشهد على 
ربيعة  لأخبرني عن 
أبي الحباب  عن 
ابن عمر  مثل ما قال 
نافع   .  
[ ص: 406 ] 
4330 - حدثني 
محمد بن إسحاق  قال : أخبرنا 
عمرو بن طارق  قال : أخبرنا 
يحيى بن أيوب  عن 
موسى بن أيوب الغافقي  قال : قلت 
لأبي ماجد الزيادي   : إن 
 nindex.php?page=showalam&ids=17191نافعا  يحدث عن 
ابن عمر  في دبر المرأة . فقال : كذب 
نافع   ! صحبت 
ابن عمر  ونافع مملوك ، فسمعته يقول : ما نظرت إلى فرج امرأتي منذ كذا وكذا  . 
4331 - حدثني 
أبو قلابة  قال : حدثنا 
عبد الصمد  قال : حدثني أبي ، عن 
أيوب  عن 
نافع  عن 
ابن عمر   : " 
فأتوا حرثكم أنى شئتم  " ، قال : في الدبر  .  
[ ص: 407 ] 
4332 - حدثني 
أبو مسلم  قال : حدثنا 
أبو عمر الضرير  قال : حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=17360يزيد بن زريع  قال : حدثنا 
روح بن القاسم  عن 
قتادة  قال : سئل 
أبو الدرداء  عن إتيان النساء في أدبارهن ، فقال : هل يفعل ذلك إلا كافر! قال روح : فشهدت ابن أبي مليكة يسأل عن ذلك فقال : قد أردته من جارية لي البارحة فاعتاص علي ، فاستعنت بدهن أو بشحم . قال : فقلت له ، سبحان الله!! أخبرنا قتادة أن 
أبا الدرداء  قال : هل يفعل ذلك إلا كافر! فقال : لعنك الله ولعن قتادة! فقلت : لا أحدث عنك شيئا أبدا! ثم ندمت بعد ذلك  . 
قال 
أبو جعفر  واعتل قائلو هذه المقالة لقولهم بما : - 
4333 - حدثني به 
محمد بن عبد الله بن عبد الحكم  قال : أخبرنا 
أبو بكر بن أبي أويس الأعشى  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=16036سليمان بن بلال  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم  عن 
ابن عمر   : أن رجلا أتى امرأته في دبرها فوجد في نفسه من ذلك ، فأنزل الله : " 
نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم  " .  
[ ص: 408 ] 
4334 - حدثني 
يونس  قال : أخبرني 
ابن نافع  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=17241هشام بن سعد  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=16572عطاء بن يسار   : 
أن رجلا أصاب امرأته في دبرها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأنكر الناس ذلك وقالوا : أثفرها! فأنزل الله تعالى ذكره : " نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم  " الآية  . 
وقال آخرون : معنى ذلك : ائتوا حرثكم كيف شئتم - إن شئتم فاعزلوا ، وإن شئتم فلا تعزلوا . 
ذكر من قال ذلك : 
4335 - حدثنا 
أحمد بن إسحاق  قال : حدثنا 
أبو أحمد  قال : حدثنا 
الحسن بن صالح  عن 
ليث  عن 
عيسى بن سنان  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب   : " 
فأتوا حرثكم أنى شئتم  " ، إن شئتم فاعزلوا ، وإن شئتم فلا تعزلوا  . 
4336 - حدثنا 
أبو كريب  قال : حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع  عن 
يونس  عن 
أبي إسحاق  عن 
زائدة بن عمير  عن 
ابن عباس  قال : إن شئت فاعزل ، وإن شئت فلا تعزل  . 
قال 
أبو جعفر   : وأما الذين قالوا : معنى قوله : " 
أنى شئتم  " ، كيف شئتم مقبلة ومدبرة في الفرج والقبل ، فإنهم قالوا : إن الآية إنما نزلت في استنكار قوم من 
اليهود  استنكروا إتيان النساء في أقبالهن من قبل أدبارهن . قالوا : وفي ذلك دليل على صحة ما قلنا  
[ ص: 409 ] من أن معنى ذلك على ما قلنا . واعتلوا لقيلهم ذلك بما : - 
4337 - حدثني به 
أبو كريب  قال : حدثنا 
المحاربي  قال : حدثنا 
محمد بن إسحاق  عن 
أبان بن صالح  عن 
مجاهد  قال : عرضت المصحف على 
ابن عباس  ثلاث عرضات من فاتحته إلى خاتمته ، أوقفه عند كل آية وأساله عنها ، حتى انتهى إلى هذه الآية : " 
نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم  " ، فقال 
ابن عباس   : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=3501693إن هذا الحي من قريش كانوا يشرحون النساء بمكة ، ويتلذذون بهن مقبلات ومدبرات . فلما قدموا المدينة تزوجوا في الأنصار ، فذهبوا ليفعلوا بهن كما كانوا يفعلون بالنساء بمكة ، فأنكرن ذلك وقلن : هذا شيء لم نكن نؤتى عليه ! فانتشر الحديث حتى انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى ذكره في ذلك : " نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم  " إن شئت فمقبلة ، وإن شئت فمدبرة ، وإن شئت فباركة ، وإنما يعني بذلك موضع الولد للحرث . يقول : ائت الحرث من حيث شئت . 
4338 - حدثنا 
أبو كريب  قال : حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=17416يونس بن بكير  عن 
محمد بن إسحاق  بإسناده نحوه . 
4339 - حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=15573محمد بن بشار  قال : حدثنا 
ابن مهدي  قال : حدثنا 
سفيان  عن 
محمد بن المنكدر  قال : سمعت 
جابرا  يقول : إن اليهود كانوا يقولون : إذا جامع الرجل أهله في فرجها من ورائها كان ولده أحول . فأنزل الله تعالى ذكره : " 
نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم  "  .  
[ ص: 410 ] 
4340 - حدثنا 
مجاهد بن موسى  قال : حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون  قال : أخبرنا 
الثوري  عن 
محمد بن المنكدر  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله  قال : قالت اليهود : إذا أتى الرجل امرأته في قبلها من دبرها ، وكان بينهما ولد ، كان أحول . فأنزل الله تعالى ذكره : " 
نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم  "  . 
4341 - حدثنا 
أبو كريب  قال : حدثنا 
عبد الرحيم بن سليمان  عن  
[ ص: 411 ] عبد الله بن عثمان بن خثيم  ، عن عبد 
الرحمن بن سابط  عن 
حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر  عن 
أم سلمة  زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=3501694تزوج رجل امرأة فأراد أن يجبيها ، فأبت عليه ، وقالت : حتى أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ! قالت أم سلمة   : فذكرت ذلك لي ، فذكرت أم سلمة  ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : أرسلي إليها . فلما جاءت قرأ عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم : " نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم  " ، صماما واحدا ، صماما واحدا  . 
4342 - حدثنا 
أبو كريب  قال : حدثنا 
معاوية بن هشام  عن 
سفيان  عن 
عبد الله بن عثمان  عن 
ابن سابط  عن 
حفصة ابنة عبد الرحمن بن أبي بكر  عن 
أم سلمة  قالت : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=3501695قدم المهاجرون فتزوجوا في الأنصار ، وكانوا يجبون ، وكانت الأنصار لا تفعل ذلك ، فقالت امرأة لزوجها : حتى آتي النبي صلى الله عليه وسلم فأسأله عن ذلك ! فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فاستحيت أن تسأله ، فسألت أنا ، فدعاها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ عليها : " نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم  " ، " صماما واحدا ، صماما واحدا  " . 
4343 - حدثني 
أحمد بن إسحاق  قال : حدثنا 
أبو أحمد  قال : حدثنا 
سفيان  عن 
عبد الله بن عثمان  عن 
عبد الرحمن بن سابط  عن 
حفصة بنت عبد الرحمن  عن 
أم سلمة  عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه . 
4344 - حدثنا 
ابن بشار  وابن المثنى  قالا حدثنا 
ابن مهدي  قال : حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري  عن 
عبد الله بن عثمان بن خثيم  ، عن 
عبد الرحمن بن سابط  عن 
حفصة ابنة عبد الرحمن  عن 
أم سلمة  عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قوله :  
[ ص: 412 ]  " 
nindex.php?page=hadith&LINKID=3501696نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم  " ، قال : صماما واحدا ، صماما واحدا  " . 
4345 - حدثني 
محمد بن معمر البحراني  قال : حدثنا 
يعقوب بن إسحاق الحضرمي  قال : حدثني 
وهيب  قال : حدثني 
عبد الله بن عثمان  عن 
عبد الرحمن بن سابط  قال : قلت 
 nindex.php?page=showalam&ids=41لحفصة  إني أريد أن أسألك عن شيء ، وأنا أستحيي منك أن أسألك؟ قالت : سل يا بني عما بدا لك ! قلت : أسألك عن غشيان النساء في أدبارهن؟ قالت : حدثتني 
أم سلمة  قالت : كانت 
الأنصار  لا تجبي ، وكان 
المهاجرون  يجبون ، فتزوج رجل من 
المهاجرين  امرأة من 
الأنصار  ثم ذكر نحو حديث 
أبي كريب  عن 
معاوية بن هشام   . 
4346 - حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=12166ابن المثنى  قال : حدثني 
 nindex.php?page=showalam&ids=17282وهب بن جرير  قال : حدثنا 
شعبة  عن 
ابن المنكدر  قال : سمعت 
 nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله  يقول : إن اليهود كانوا يقولون : إذا أتى الرجل امرأته باركة جاء الولد أحول . فنزلت " 
نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم  "  . 
4347 - حدثني 
محمد بن أحمد بن عبد الله الطوسي  قال : حدثنا 
الحسن بن موسى  قال : حدثنا 
يعقوب القمي  عن 
جعفر  عن 
سعيد بن جبير  عن 
ابن عباس  قال : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=3501697جاء عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، هلكت!! قال : وما الذي أهلكك؟ قال : حولت رحلي الليلة! قال : فلم يرد  [ ص: 413 ] عليه شيئا ، قال : فأوحى الله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية : " نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم  " ، أقبل وأدبر ، واتق الدبر والحيضة  " . 
4348 - حدثنا 
زكريا بن يحيى المصري  قال : حدثنا 
أبو صالح الحراني  قال : حدثنا 
ابن لهيعة  عن 
يزيد بن أبي حبيب   : أن 
عامر بن يحيى  أخبره ، عن 
حنش الصنعاني  عن 
ابن عباس   : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=3501698أن ناسا من حمير أتوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه عن أشياء ، فقال رجل منهم : يا رسول الله ، إني رجل أحب النساء ، فكيف ترى في ذلك؟ فأنزل الله تعالى ذكره في " سورة البقرة " بيان ما سألوا عنه ، وأنزل فيما سأل عنه الرجل : " نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم  " ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ائتها مقبلة ومدبرة ، إذا كان ذلك في الفرج  " . 
قال 
أبو جعفر   : والصواب من القول في ذلك عندنا قول من قال : معنى قوله " 
أنى شئتم  " ، من أي وجه شئتم . وذلك أن " أنى " في كلام العرب كلمة تدل - إذا ابتدئ بها في الكلام - على المسألة عن الوجوه والمذاهب . فكأن القائل  
[ ص: 414 ] إذا قال لرجل : " أنى لك هذا المال " ؟ يريد : من أي الوجوه لك . ولذلك يجيب المجيب فيه بأن يقول : " من كذا وكذا " ، كما قال تعالى ذكره مخبرا عن 
زكريا  في مسألته 
مريم   : ( 
أنى لك هذا قالت هو من عند الله  ) [ سورة آل عمران : 37 ] . وهي مقاربة " أين " و" كيف " في المعنى ، ولذلك تداخلت معانيها ، فأشكلت " أنى " على سامعيها ومتأوليها ، حتى تأولها بعضهم بمعنى : " أين " ، وبعضهم بمعنى " كيف " ، وآخرون بمعنى : " متى " - وهي مخالفة جميع ذلك في معناها ، وهن لها مخالفات . 
وذلك أن " أين " إنما هي حرف استفهام عن الأماكن والمحال - وإنما يستدل على افتراق معاني هذه الحروف بافتراق الأجوبة عنها . ألا ترى أن سائلا لو سأل آخر فقال : " أين مالك " ؟ لقال : " بمكان كذا " ، ولو قال له : " أين أخوك " ؟ لكان الجواب أن يقول : " ببلدة كذا أو بموضع كذا " ، فيجيبه بالخبر عن محل ما سأله عن محله . فيعلم أن " أين " مسألة عن المحل . 
ولو قال قائل لآخر : " كيف أنت " ؟ لقال : " صالح ، أو بخير ، أو في عافية " ، وأخبره عن حاله التي هو فيها ، فيعلم حينئذ أن " كيف " مسألة عن حال المسؤول عن حاله . 
ولو قال له : " أنى يحيي الله هذا الميت؟ " ، لكان الجواب أن يقال : " من وجه كذا ووجه كذا " ، فيصف قولا نظير ما وصف الله تعالى ذكره للذي قال : ( 
أنى يحيي هذه الله بعد موتها  ) [ سورة البقرة : 259 ] فعلا حين بعثه من بعد مماته .  
[ ص: 415 ] 
وقد فرقت الشعراء بين ذلك في أشعارها ، فقال 
 nindex.php?page=showalam&ids=15102الكميت بن زيد   : 
تذكر من أنى ومن أين شربه؟ يؤامر نفسيه كذي الهجمة الأبل 
وقال أيضا : 
أنى ومن أين - آبك - الطرب؟     من حيث لا صبوة ولا ريب 
فيجاء ب " أنى " للمسألة عن الوجه ، وب " أين " للمسألة عن المكان ، فكأنه قال : من أي وجه ، ومن أي موضع راجعك الطرب؟ 
والذي يدل على فساد قول من تأول قول الله تعالى ذكره : " 
فأتوا حرثكم أنى شئتم  " ، كيف شئتم - أو تأوله بمعنى : حيث شئتم أو بمعنى : متى شئتم أو بمعنى : أين شئتم أن قائلا لو قال لآخر : " أنى تأتي أهلك؟ " ، لكان الجواب  
[ ص: 416 ] أن يقول : " من قبلها ، أو : من دبرها " ، كما أخبر الله تعالى ذكره عن 
مريم  إذ سئلت : ( 
أنى لك هذا  ) أنها قالت : ( 
هو من عند الله  ) . 
وإذ كان ذلك هو الجواب ، فمعلوم أن معنى قول الله تعالى ذكره : " 
فأتوا حرثكم أنى شئتم  " ، إنما هو : فأتوا حرثكم من حيث شئتم من وجوه المأتى - وأن ما عدا ذلك من التأويلات فليس للآية بتأويل . 
وإذ كان ذلك هو الصحيح ، فبين خطأ قول من زعم أن قوله : " 
فأتوا حرثكم أنى شئتم  " ، دليل على إباحة إتيان النساء في الأدبار لأن الدبر لا محترث فيه ، وإنما قال تعالى ذكره : " 
حرث لكم  " ، فأتوا الحرث من أي وجوهه شئتم . وأي محترث في الدبر فيقال : ائته من وجهه؟ وبين بما بينا ، صحة معنى ما روي عن 
جابر   nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس   : من أن هذه الآية نزلت فيما كانت 
اليهود  تقوله للمسلمين : " إذا أتى الرجل المرأة من دبرها في قبلها ، جاء الولد أحول " .