صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى ( واتقوا الله واعلموا أن الله بما تعملون بصير ( 233 ) )

قال أبو جعفر : يعني - تعالى ذكره - بقوله : " واتقوا الله " وخافوا الله فيما فرض لبعضكم على بعض من الحقوق ، وفيما ألزم نساءكم لرجالكم ورجالكم لنسائكم ، وفيما أوجب عليكم لأولادكم ، فاحذروه أن تخالفوه فتعتدوا - في ذلك وفي غيره من فرائضه وحقوقه - حدوده ، فتستوجبوا بذلك عقوبته " واعلموا أن الله بما تعملون " من الأعمال ، أيها الناس ، سرها وعلانيتها ، وخفيها وظاهرها ، وخيرها وشرها " بصير " يراه ويعلمه ، فلا يخفى عليه شيء ، ولا يتغيب عنه منه شيء ، فهو يحصي ذلك كله عليكم ، حتى يجازيكم بخير ذلك وشره .

ومعنى " بصير " ذو إبصار ، وهو في معنى " مبصر " .

التالي السابق


الخدمات العلمية