1. الرئيسية
  2. تفسير الطبري
  3. تفسير سورة البقرة
  4. القول في تأويل قوله تعالى " للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف "
صفحة جزء
[ ص: 590 ] القول في تأويل قوله ( للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم ( 273 ) )

قال أبو جعفر : أما قوله : " للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله " فبيان من الله - عز وجل - عن سبيل النفقة ووجهها . ومعنى الكلام : وما تنفقوا من خير فلأنفسكم تنفقون للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله .

" واللام " التي في " الفقراء " مردودة على موضع " اللام " في " فلأنفسكم " كأنه قال : " وما تنفقوا من خير " - يعني به : وما تتصدقوا به من مال فللفقراء الذين أحصروا في سبيل الله . فلما اعترض في الكلام بقوله : " فلأنفسكم " فأدخل " الفاء " التي هي جواب الجزاء فيه ، تركت إعادتها في قوله : " للفقراء " إذ كان الكلام مفهوما معناه كما : -

6211 - حدثني موسى قال : حدثنا عمرو قال : حدثنا أسباط ، عن السدي قوله : " ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء وما تنفقوا من خير فلأنفسكم " أما : " ليس عليك هداهم " فيعني المشركين . وأما " النفقة " فبين أهلها ، فقال : " للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله " . .

وقيل : إن هؤلاء الفقراء الذين ذكرهم الله في هذه الآية ، هم فقراء المهاجرين عامة دون غيرهم من الفقراء .

ذكر من قال ذلك : [ ص: 591 ]

6212 - حدثني محمد بن عمرو قال : حدثنا أبو عاصم قال : حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قوله : " للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله " مهاجري قريش بالمدينة مع النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر بالصدقة عليهم .

6213 - حدثني المثنى قال : حدثنا إسحاق قال : حدثنا ابن أبي جعفر ، عن أبيه قوله : " للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله " الآية ، قال : هم فقراء المهاجرين بالمدينة .

6214 - حدثني موسى قال : حدثنا عمرو قال : حدثنا أسباط ، عن السدى : " للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله " قال : فقراء المهاجرين .

التالي السابق


الخدمات العلمية