صفحة جزء
[ ص: 76 ] القول في تأويل قوله تعالى ( ولا تسأموا أن تكتبوه صغيرا أو كبيرا إلى أجله )

قال أبو جعفر : يعني بذلك - جل ثناؤه - : ولا تسأموا ، أيها الذين تداينون الناس إلى أجل أن تكتبوا صغير الحق ، يعني قليله أو كبيره يعني أو كثيره إلى أجله إلى أجل الحق ، فإن الكتاب أحصى للأجل والمال .

6397 - حدثني المثنى قال : حدثنا سويد قال أخبرنا ابن المبارك عن شريك عن ليث عن مجاهد : " ولا تسأموا أن تكتبوه صغيرا أو كبيرا إلى أجله " قال : هو الدين .

ومعنى قوله : " ولا تسأموا " : لا تملوا . يقال منه : " سئمت فأنا أسأم سآمة وسأمة " ومنه قول لبيد :


ولقد سئمت من الحياة وطولها وسؤال هذا الناس : كيف لبيد ؟



ومنه قول زهير :


سئمت تكاليف الحياة ومن يعش     ثمانين عاما لا أبالك يسأم


يعني مللت .

وقال بعض نحويي البصريين : تأويل قوله : " إلى أجله " إلى أجل الشاهد . ومعناه إلى الأجل الذي تجوز شهادته فيه . وقد بينا القول فيه .

التالي السابق


الخدمات العلمية