القول في 
تأويل قوله : ( والسماء بناء  ) 
قال 
أبو جعفر :  وإنما سميت السماء سماء لعلوها على الأرض وعلى سكانها من خلقه ، وكل شيء كان فوق شيء آخر فهو لما تحته سماء ، ولذلك قيل لسقف البيت : سماوة ، لأنه فوقه مرتفع عليه . ولذلك قيل : سما فلان لفلان إذا أشرف له وقصد نحوه عاليا عليه ، كما قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=14899الفرزدق   : 
سمونا لنجران اليماني وأهله ونجران أرض لم تديث مقاوله 
وكما قال 
نابغة بني ذبيان   : 
سمت لي نظرة فرأيت منها     تحيت الخدر واضعة القرام 
يريد بذلك : أشرفت لي نظرة وبدت ، فكذلك السماء سميت للأرض سماء لعلوها وإشرافها عليها .  
[ ص: 367 ] 
478 - كما حدثني 
موسى بن هارون ،  قال : حدثنا 
عمرو بن حماد ،  قال : حدثنا 
أسباط  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي  في خبر ذكره ، عن 
أبي مالك ،  وعن 
أبي صالح ،  عن 
ابن عباس  ، وعن 
مرة  ، عن 
ابن مسعود ،  وعن ناس من أصحاب النبي ، صلى الله عليه وسلم : " 
والسماء بناء  " فبناء السماء على الأرض كهيئة القبة ، وهي سقف على الأرض . 
479 - حدثنا 
بشر بن معاذ  ، قال : حدثنا 
يزيد  ، عن 
سعيد ،  عن 
قتادة  في قول الله : " 
والسماء بناء  " قال : جعل السماء سقفا لك . 
وإنما ذكر تعالى ذكره السماء والأرض فيما عدد عليهم من نعمه التي أنعمها عليهم ، لأن منهما أقواتهم وأرزاقهم ومعايشهم ، وبهما قوام دنياهم . فأعلمهم أن الذي خلقهما وخلق جميع ما فيهما وما هم فيه من النعم ، هو المستحق عليهم الطاعة ، والمستوجب منهم الشكر والعبادة ، دون الأصنام والأوثان ، التي لا تضر ولا تنفع .