صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به )

قال أبو جعفر : يعني بذلك - جل ثناؤه - : وقولوا أيضا : ربنا لا تكلفنا من الأعمال ما لا نطيق القيام به ، لثقل حمله علينا .

وكذلك كانت جماعة أهل التأويل يتأولونه .

ذكر من قال ذلك :

6525 - حدثنا بشر قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد عن قتادة : " ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به " تشديد يشدد به ، كما شدد على من كان قبلكم . [ ص: 139 ]

6526 - حدثني يحيى بن أبي طالب قال أخبرنا يزيد قال أخبرنا جويبر عن الضحاك قوله : " ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به " قال : لا تحملنا من الأعمال ما لا نطيق .

6527 - حدثني يونس قال أخبرنا ابن وهب قال قال ابن زيد في قوله : " ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به " لا تفترض علينا من الدين ما لا طاقة لنا به فنعجز عنه .

6528 - حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال حدثني حجاج عن ابن جريج : " ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به " مسخ القردة والخنازير .

6529 - حدثني سلام بن سالم الخزاعي قال : حدثنا أبو حفص عمر بن سعيد التنوخي قال : حدثنا محمد بن شعيب بن شابور عن سالم بن شابور في قوله : " ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به " قال : الغلمة .

6530 - حدثني موسى قال : حدثنا عمرو قال : حدثنا أسباط عن السدي : " ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به " من التغليظ والأغلال التي كانت عليهم من التحريم .

قال أبو جعفر : وإنما قلنا إن تأويل ذلك : ولا تكلفنا من الأعمال ما لا نطيق القيام به ، على نحو الذي قلنا في ذلك ، لأنه عقيب مسألة المؤمنين ربهم أن لا يؤاخذهم إن نسوا أو أخطئوا ، وأن لا يحمل عليهم إصرا كما حمله على الذين من قبلهم ، [ ص: 140 ] فكان إلحاق ذلك بمعنى ما قبله من مسألتهم التيسير في الدين أولى مما خالف ذلك المعنى .

التالي السابق


الخدمات العلمية