صفحة جزء
[ ص: 380 ] القول في تأويل قوله تعالى : ( فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة )

قال أبو جعفر : يعني جل ثناؤه بقوله " فاتقوا النار " يقول : فاتقوا أن تصلوا النار بتكذيبكم رسولي بما جاءكم به من عندي أنه من وحيي وتنزيلي ، بعد تبينكم أنه كتابي ومن عندي ، وقيام الحجة عليكم بأنه كلامي ووحيي ، بعجزكم وعجز جميع خلقي عن أن يأتوا بمثله .

ثم وصف جل ثناؤه النار التي حذرهم صليها فأخبرهم أن الناس وقودها ، وأن الحجارة وقودها ، فقال : " التي وقودها الناس والحجارة " يعني بقوله : " وقودها " حطبها ، والعرب تجعله مصدرا وهو اسم ، إذا فتحت الواو ، بمنزلة الحطب .

فإذا ضمت الواو من " الوقود " كان مصدرا من قول القائل : وقدت النار فهي تقد وقودا وقدة ووقدانا ووقدا ، يراد بذلك أنها التهبت .

فإن قال قائل : وكيف خصت الحجارة فقرنت بالناس ، حتى جعلت لنار جهنم حطبا ؟ [ ص: 381 ]

قيل : إنها حجارة الكبريت ، وهي أشد الحجارة - فيما بلغنا - حرا إذا أحميت .

503 - كما حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا أبو معاوية ، عن مسعر ، عن عبد الملك بن ميسرة الزراد ، عن عبد الرحمن بن سابط ، عن عمرو بن ميمون ، عن عبد الله بن مسعود ، في قوله : " وقودها الناس والحجارة " قال : هي حجارة من كبريت ، خلقها الله يوم خلق السماوات والأرض في السماء الدنيا ، يعدها للكافرين .

504 - حدثنا الحسن بن يحيى ، قال : أنبأنا عبد الرزاق ، قال : أنبأنا ابن عيينة ، عن مسعر ، عن عبد الملك الزراد ، عن عمرو بن ميمون ، عن ابن مسعود في قوله : " وقودها الناس والحجارة " قال : حجارة الكبريت ، جعلها الله كما شاء . [ ص: 382 ]

505 - حدثني موسى بن هارون ، قال : حدثنا عمرو بن حماد ، قال : حدثنا أسباط ، عن السدي في خبر ذكره ، عن أبي مالك ، وعن أبي صالح ، عن ابن عباس ، وعن مرة ، عن ابن مسعود ، وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : " اتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة " أما الحجارة فهي حجارة في النار من كبريت أسود ، يعذبون به مع النار .

506 - حدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : حدثني حجاج ، عن ابن جريج في قوله : " وقودها الناس والحجارة " قال : حجارة من كبريت أسود في النار ، قال : وقال لي عمرو بن دينار : حجارة أصلب من هذه وأعظم .

507 - حدثنا سفيان بن وكيع ، قال : حدثنا أبي ، عن مسعر ، عن عبد الملك بن ميسرة ، عن عبد الرحمن بن سابط ، عن عمرو بن ميمون ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : حجارة من الكبريت خلقها الله عنده كيف شاء وكما شاء .

التالي السابق


الخدمات العلمية