القول في تأويل قوله ( كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا  ) 
قال 
أبو جعفر   : يعني بذلك - جل ثناؤه - : أن 
زكريا  كان كلما دخل عليها المحراب ، بعد إدخاله إياها المحراب ، وجد عندها رزقا من الله لغذائها . 
فقيل إن ذلك 
الرزق الذي كان يجده زكريا  عندها ، فاكهة الشتاء في الصيف ، وفاكهة الصيف في الشتاء .  
[ ص: 354 ] 
ذكر من قال ذلك : 
6917 - حدثنا 
أبو كريب  قال : حدثنا 
الحسن بن عطية ،  عن 
شريك ،  عن 
عطاء ،  عن 
سعيد بن جبير ،  عن 
ابن عباس   : " 
وجد عندها رزقا  " قال : وجد عندها عنبا في مكتل في غير حينه . 
6918 - حدثنا 
ابن حميد  قال : حدثنا 
حكام ،  عن 
عمرو ،  عن 
عطاء ،  عن 
سعيد  في قوله : " 
كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا  " قال : العنب في غير حينه . 
6919 - حدثني 
يعقوب  قال : حدثنا 
هشيم  قال : أخبرنا 
مغيرة ،  عن 
إبراهيم  في قوله : " 
وجد عندها رزقا  " قال : فاكهة في غير حينها . 
6920 - حدثني 
يعقوب  قال : حدثنا 
هشيم  قال : أخبرنا 
أبو إسحاق الكوفي ،  عن 
الضحاك   : أنه كان يجد عندها فاكهة الصيف في الشتاء ، وفاكهة الشتاء في الصيف يعني في قوله : " 
وجد عندها رزقا  " . 
6921 - حدثنا 
ابن وكيع  قال : حدثنا أبي ، عن 
سلمة بن نبيط ،  عن 
الضحاك  مثله . 
6922 - حدثني 
المثنى  قال : حدثنا 
عمرو  قال : أخبرنا 
هشيم ،  عن بعض أشياخه ، عن 
الضحاك  مثله . 
6923 - حدثنا 
القاسم  قال : حدثنا 
الحسين  قال : أخبرنا 
هشيم  قال : أخبرنا 
جويبر ،  عن 
الضحاك  مثله . 
6924 - حدثنا 
يعقوب  قال : حدثنا 
هشيم  قال : أخبرنا من سمع 
 nindex.php?page=showalam&ids=14152الحكم بن عتيبة  يحدث ، عن 
مجاهد  قال : كان يجد عندها العنب في غير حينه . 
6925 - حدثني 
محمد بن عمرو  قال : حدثنا 
أبو عاصم ،  عن 
عيسى ،   [ ص: 355 ] عن 
ابن أبي نجيح ،  عن 
مجاهد  في قوله : " 
وجد عندها رزقا  " قال : عنبا وجده 
زكريا  عند 
مريم  في غير زمانه . 
6926 - حدثني 
المثنى  قال : حدثنا 
أبو حذيفة  قال : حدثنا 
شبل ،  عن 
ابن أبي نجيح ،  عن 
مجاهد  نحوه . 
6927 - حدثنا 
ابن وكيع  قال : حدثنا أبي قال : حدثنا 
النضر بن عربي ،  عن 
مجاهد  في قوله : " 
وجد عندها رزقا  " قال : فاكهة الصيف في الشتاء ، وفاكهة الشتاء في الصيف . 
6928 - حدثنا 
بشر  قال : حدثنا 
يزيد  قال : حدثنا 
سعيد ،  عن 
قتادة  في قوله : " كلما دخل عليها 
زكريا  المحراب وجد عندها رزقا " قال : كنا نحدث أنها كانت تؤتى بفاكهة الشتاء في الصيف ، وفاكهة الصيف في الشتاء  . 
6929 - حدثنا 
الحسن بن يحيى  قال : أخبرنا 
عبد الرزاق  قال : أخبرنا 
معمر ،  عن 
قتادة   : " 
وجد عندها رزقا  " قال : وجد عندها ثمرة في غير زمانها . 
6930 - حدثني 
المثنى  قال : حدثنا 
إسحاق  قال : حدثنا 
ابن أبي جعفر ،  عن أبيه ، عن 
الربيع ،  قال : جعل 
زكريا  دونها عليها سبعة أبواب ، فكان يدخل عليها فيجد عندها فاكهة الشتاء في الصيف ، وفاكهة الصيف في الشتاء . 
6931 - حدثني 
موسى [ بن عبد الرحمن ]  قال : حدثنا 
عمرو  قال : حدثنا 
أسباط ،  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي   : قال : جعلها 
زكريا  معه في بيت - وهو المحراب - فكان يدخل عليها في الشتاء فيجد عندها فاكهة الصيف ، ويدخل في الصيف فيجد عندها فاكهة الشتاء .  
[ ص: 356 ] 
6932 - حدثت عن 
الحسين  قال : سمعت 
أبا معاذ  قال : أخبرنا 
عبيد  قال : سمعت 
الضحاك  يقول في قوله : " 
وجد عندها رزقا  " قال : كان يجد عندها فاكهة الصيف في الشتاء . 
6933 - حدثنا 
القاسم  قال : حدثنا 
الحسين  قال : حدثني 
حجاج ،  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ،  قال : أخبرني 
يعلى بن مسلم ،  عن 
سعيد بن جبير ،  عن 
ابن عباس   " 
كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا  " قال : وجد عندها ثمار الجنة ، فاكهة الصيف في الشتاء ، وفاكهة الشتاء في الصيف . 
6934 - حدثنا 
ابن حميد  قال : حدثنا 
سلمة ،  عن 
ابن إسحاق  قال : حدثني بعض أهل العلم : أن 
زكريا  كان يجد عندها ثمرة الشتاء في الصيف ، وثمرة الصيف في الشتاء  . 
6935 - حدثني 
محمد بن سنان  قال : حدثنا 
أبو بكر الحنفي ،  عن 
عباد ،  عن 
الحسن  قال : كان 
زكريا  إذا دخل عليها - يعني على 
مريم  المحراب - وجد عندها رزقا من السماء ، من الله ، ليس من عند الناس . وقالوا : لو أن 
زكريا  كان يعلم أن ذلك الرزق من عنده ، لم يسألها عنه . 
وقال آخرون : بل معنى ذلك : أن 
زكريا  كان إذا دخل إليها المحراب وجد عندها من الرزق فضلا عما كان يأتيها به ، الذي كان يمونها في تلك الأيام . 
ذكر من قال ذلك : 
6936 - حدثنا 
ابن حميد  قال : حدثنا 
سلمة  قال : حدثني 
محمد بن إسحاق  قال : كفلها بعد هلاك أمها فضمها إلى خالتها 
أم يحيى ،  حتى إذا بلغت أدخلوها الكنيسة لنذر أمها الذي نذرت فيها ، فجعلت تنبت وتزيد . قال : ثم أصابت بني إسرائيل أزمة وهي على ذلك من حالها ، حتى ضعف 
زكريا  عن حملها ، فخرج على بني إسرائيل فقال : يا بني إسرائيل ، أتعلمون والله لقد ضعفت عن  
[ ص: 357 ] حمل 
ابنة عمران   . فقالوا : ونحن لقد جهدنا وأصابنا من هذه السنة ما أصابكم . فتدافعوها بينهم وهم لا يرون لهم من حملها بدا ، حتى تقارعوا بالأقلام ، فخرج السهم بحملها على رجل من بني إسرائيل نجار يقال له 
جريج ،  قال : فعرفت 
مريم  في وجهه شدة مؤنة ذلك عليه ، فكانت تقول له : يا 
جريج ،  أحسن بالله الظن ؛ فإن الله سيرزقنا . فجعل 
جريج  يرزق بمكانها ، فيأتيها كل يوم من كسبه بما يصلحها ، فإذا أدخله عليها وهي في الكنيسة ، أنماه الله وكثره ، فيدخل عليها 
زكريا  فيرى عندها فضلا من الرزق ، وليس بقدر ما يأتيها به 
جريج ،  فيقول : " يا 
مريم ،  أنى لك هذا " ؟ فتقول : " هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب " . 
قال 
أبو جعفر   : وأما " المحراب " فهو مقدم كل مجلس ومصلى ، وهو سيد المجالس وأشرفها وأكرمها ، وكذلك هو من المساجد ، ومنه قول 
عدي بن زيد   : 
كدمى العاج في المحاريب أو كالبيض في الروض زهره مستنير 
 [ ص: 358 ] 
و " المحاريب " جمع " محراب " وقد يجمع على محارب .