القول في 
تأويل قوله ( يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل  ) 
قال 
أبو جعفر   : يعني بذلك - جل ثناؤه - : يا أهل التوراة والإنجيل " لم تلبسون " يقول : لم تخلطون " الحق بالباطل " .  
[ ص: 504 ] 
وكان خلطهم الحق بالباطل ، إظهارهم بألسنتهم من التصديق 
بمحمد   - صلى الله عليه وسلم - وما جاء به من عند الله ، غير الذي في قلوبهم من اليهودية والنصرانية . 
كما : - 
7223 - حدثنا 
ابن حميد  قال : حدثنا 
سلمة ،  عن 
ابن إسحاق ،  عن 
محمد بن أبي محمد ،  عن 
عكرمة  أو 
سعيد بن جبير ،  عن 
ابن عباس  قال : قال 
عبد الله بن الصيف ،   nindex.php?page=showalam&ids=16559وعدي بن زيد ،  والحارث بن عوف ،  بعضهم لبعض : تعالوا نؤمن بما أنزل على 
محمد  وأصحابه غدوة ونكفر به عشية ، حتى نلبس عليهم دينهم ، لعلهم يصنعون كما نصنع ، فيرجعوا عن دينهم ! فأنزل الله - عز وجل - فيهم : " 
يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل  " إلى قوله : " والله واسع عليم " . 
7224 - حدثنا 
بشر  قال : حدثنا 
يزيد  قال : حدثنا 
سعيد ،  عن 
قتادة   : " 
يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل  " يقول : لم تلبسون اليهودية والنصرانية بالإسلام ، وقد علمتم أن دين الله الذي لا يقبل غيره ، الإسلام ، ولا يجزى إلا به ؟ 
7225 - حدثني 
المثنى  قال : حدثنا 
إسحاق  قال : حدثنا 
ابن أبي جعفر ،  عن أبيه ، عن 
الربيع  بمثله إلا أنه قال : الذي لا يقبل من أحد غيره ، الإسلام ولم يقل : " ولا يجزى إلا به " . 
7226 - حدثنا 
القاسم  قال : حدثنا 
الحسين  قال : حدثني 
حجاج ،  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج  قوله : " 
يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل  " الإسلام باليهودية والنصرانية . 
وقال آخرون : في ذلك بما : -  
[ ص: 505 ] 
7227 - حدثني به 
يونس  قال : أخبرنا 
ابن وهب  قال : قال 
ابن زيد  في قول الله - عز وجل - : " 
لم تلبسون الحق بالباطل  " قال : " الحق " التوراة التي أنزل الله على 
موسى ،  و " الباطل " الذي كتبوه بأيديهم . 
قال 
أبو جعفر   : وقد بينا معنى " اللبس " فيما مضى ، بما أغنى عن إعادته .