القول في 
تأويل قوله - جل ثناؤه - ( وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون  ( 72 ) ) 
قال 
أبو جعفر   : اختلف أهل التأويل في صفة المعنى الذي أمرت به هذه الطائفة من أمرت به : من الإيمان وجه النهار ، وكفر آخره . 
فقال بعضهم : كان ذلك أمرا منهم إياهم بتصديق النبي - صلى الله عليه وسلم - في نبوته وما جاء به من عند الله ، وأنه حق ، في الظاهر من غير تصديقه في ذلك بالعزم واعتقاد القلوب على ذلك وبالكفر به وجحود ذلك كله في آخره . 
ذكر من قال ذلك :  
[ ص: 507 ] 
7231 - حدثنا 
الحسن بن يحيى  قال : أخبرنا 
عبد الرزاق  قال : أخبرنا 
معمر ،  عن 
قتادة  في قوله : " 
آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره  " فقال بعضهم لبعض : أعطوهم الرضى بدينهم أول النهار ، واكفروا آخره ، فإنه أجدر أن يصدقوكم ، ويعلموا أنكم قد رأيتم فيهم ما تكرهون ، وهو أجدر أن يرجعوا عن دينهم . 
7232 - حدثني 
المثنى  قال : حدثنا 
معلى بن أسد  قال : حدثنا 
خالد ،  عن 
حصين ،  عن 
أبي مالك  في قوله : " 
آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره  " قال : قالت 
اليهود   : آمنوا معهم أول النهار ، واكفروا آخره ، لعلهم يرجعون معكم . 
7233 - حدثنا 
محمد بن الحسين  قال : حدثنا 
أحمد بن المفضل  قال : حدثنا 
أسباط ،  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي   : " 
وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون  " كان أحبار قرى عربية اثني عشر حبرا ، فقالوا لبعضهم : ادخلوا في دين 
محمد  أول النهار ، وقولوا : " نشهد أن 
محمدا  حق صادق " فإذا كان آخر النهار فاكفروا وقولوا : " إنا رجعنا إلى علمائنا وأحبارنا فسألناهم ، فحدثونا أن
محمدا  كاذب ، وأنكم لستم على شيء ، وقد رجعنا إلى ديننا فهو أعجب إلينا من دينكم " لعلهم يشكون ، يقولون : هؤلاء كانوا معنا أول النهار ، فما بالهم ؟ فأخبر الله - عز وجل - رسوله - صلى الله عليه وسلم - بذلك . 
7234 - حدثت عن 
عمار  قال : حدثنا 
ابن أبي جعفر ،  عن أبيه ، عن 
حصين ،  عن 
أبي مالك الغفاري  قال : قالت 
اليهود  بعضهم لبعض : أسلموا أول النهار ، وارتدوا آخره لعلهم يرجعون . فأطلع الله على سرهم ، فأنزل الله - عز وجل - :  
[ ص: 508 ]  " 
وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون  " . 
وقال آخرون : بل الذي أمرت به من الإيمان : الصلاة ، وحضورها معهم أول النهار ، وترك ذلك آخره . 
ذكر من قال ذلك : 
7235 - حدثني 
محمد بن عمرو  قال : حدثنا 
أبو عاصم  قال : حدثنا 
عيسى ،  عن 
ابن أبي نجيح ،  عن 
مجاهد  في قول الله - عز وجل - : " 
آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار  " يهود تقوله ، . صلت مع 
محمد  صلاة الصبح ، وكفروا آخر النهار ، مكرا منهم ، ليروا الناس أن قد بدت لهم منه الضلالة ، بعد أن كانوا اتبعوه . 
7236 - حدثني 
المثنى  قال : حدثنا 
أبو حذيفة  قال : حدثنا 
شبل ،  عن 
ابن أبي نجيح ،  عن 
مجاهد  بمثله . 
7237 - حدثني 
محمد بن سعد  قال : حدثني أبي قال : حدثني عمي قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن 
ابن عباس  قوله : " 
وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار  " الآية ، وذلك أن طائفة من 
اليهود  قالوا : إذا لقيتم 
أصحاب محمد   - صلى الله عليه وسلم - أول النهار فآمنوا ، وإذا كان آخره فصلوا صلاتكم ، لعلهم يقولون : هؤلاء أهل الكتاب ، وهم أعلم منا ! لعلهم ينقلبون عن دينهم ، ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم . 
قال 
أبو جعفر   : فتأويل الكلام إذا : " وقالت طائفة من أهل الكتاب " يعني : من 
اليهود  الذين يقرأون التوراة " آمنوا " صدقوا " 
بالذي أنزل على الذين آمنوا  " وذلك ما جاءهم به 
محمد   - صلى الله عليه وسلم - من الدين الحق وشرائعه وسننه " وجه النهار " يعني : أول النهار .  
[ ص: 509 ] 
وسمى أوله " وجها " له ، لأنه أحسنه ، وأول ما يواجه الناظر فيراه منه ، كما يقال لأول الثوب : " وجهه " وكما قال 
ربيع بن زياد   : 
من كان مسرورا بمقتل مالك فليأت نسوتنا بوجه نهار 
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال جماعة من أهل التأويل . 
ذكر من قال ذلك : 
7238 - حدثنا 
بشر  قال حدثنا 
يزيد  قال : حدثنا 
سعيد ،  عن 
قتادة  قوله : " وجه النهار " أول النهار . 
7239 - حدثني 
المثنى  قال : حدثنا 
إسحاق  قال : حدثنا 
ابن أبي جعفر ،  عن أبيه ، عن 
الربيع   : " وجه النهار " أول النهار " واكفروا آخره " يقول : آخر النهار . 
7240 - حدثنا 
القاسم  قال : حدثنا 
الحسين  قال : حدثنا 
حجاج ،  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ،  عن 
مجاهد   : ( 
آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره  )  
[ ص: 510 ] ، قال : قال : صلوا معهم الصبح ، ولا تصلوا معهم آخر النهار ، لعلكم تستزلونهم بذلك . 
وأما قوله : " 
واكفروا آخره  " فإنه يعني به ، أنهم قالوا : واجحدوا ما صدقتم به من دينهم في وجه النهار ، في آخر النهار " لعلهم يرجعون " : يعني بذلك : لعلهم يرجعون عن دينهم معكم ويدعونه : كما : - 
7241 - حدثنا 
بشر  قال : حدثنا 
يزيد  قال : حدثنا 
سعيد ،  عن 
قتادة   : " لعلهم يرجعون " يقول : لعلهم يدعون دينهم ، ويرجعون إلى الذي أنتم عليه . 
7242 - حدثني 
المثنى  قال : حدثنا 
إسحاق  قال : حدثنا 
ابن أبي جعفر ،  عن أبيه ، عن 
الربيع  مثله . 
7243 - حدثنا 
محمد بن سعد  قال : حدثني أبي قال : حدثني عمي قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن 
ابن عباس   : " لعلهم يرجعون " لعلهم ينقلبون عن دينهم . 
7244 - حدثني محمد بن 
الحسين  قال : حدثنا 
أحمد بن المفضل  قال : حدثنا 
أسباط ،  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي   : " لعلهم يرجعون " لعلهم يشكون . 
7245 - حدثنا 
القاسم  قال : حدثنا 
الحسين  قال : حدثني 
حجاج ،  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ،  عن 
مجاهد  قوله : " لعلهم يرجعون " قال : يرجعون عن دينهم .