1. الرئيسية
  2. تفسير البغوي
  3. سورة مريم
  4. تفسير قوله تعالى " قال كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمرا مقضيا "
صفحة جزء
[ ص: 224 ] ( قال كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمرا مقضيا ( 21 ) فحملته فانتبذت به مكانا قصيا ( 22 ) )

( قال ) جبريل : ( كذلك ) قيل : معناه كما قلت يا مريم ولكن ، ( قال ربك ) وقيل هكذا قال ربك ، ( هو علي هين ) أي : خلق ولد بلا أب ، ( ولنجعله آية ) علامة ، ( للناس ) ودلالة على قدرتنا ، ( ورحمة منا ) ونعمة لمن تبعه على دينه ، ( وكان ) ذلك ، ( أمرا مقضيا ) محكوما مفروغا عنه لا يرد ولا يبدل . قوله عز وجل : ( فحملته ) قيل : إن جبريل رفع درعها فنفخ في جيبه فحملت حين لبست .

وقيل : مد جيب درعها بأصبعه ، ثم نفخ في الجيب .

وقيل : نفخ في كم قميصها . وقيل : في فيها .

وقيل : نفخ جبريل عليه السلام نفخا من بعيد فوصل الريح إليها فحملت بعيسى في الحال ( فانتبذت به ) أي : تنحت بالحمل وانفردت ، ( مكانا قصيا ) بعيدا من أهلها .

قال ابن عباس رضي الله عنهما : أقصى الوادي ، وهو وادي بيت لحم ، فرارا من قومها أن يعيروها بولادتها من غير زوج .

واختلفوا في مدة حملها ووقت وضعها ; فقال ابن عباس رضي الله عنهما : كان الحمل والولادة في ساعة واحدة .

وقيل : كان مدة حملها تسعة أشهر كحمل سائر النساء . [ ص: 225 ]

وقيل : كان مدة حملها ثمانية أشهر ، وكان ذلك آية أخرى لأنه لا يعيش ولد يولد لثمانية أشهر ، وولد عيسى لهذه المدة وعاش .

وقيل : ولدت لستة أشهر .

وقال مقاتل بن سليمان : حملته مريم في ساعة ، وصور في ساعة ، ووضعته في ساعة حين زالت الشمس من يومها ، وهي بنت عشر سنين ، وكانت قد حاضت حيضتين قبل أن تحمل بعيسى .

التالي السابق


الخدمات العلمية