( 
  ( قال سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا   ( 47 ) 
وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو ربي عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيا   ( 48 ) 
فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له إسحاق ويعقوب وكلا جعلنا نبيا   ( 49 ) ) 
( قال ) 
إبراهيم    ( سلام عليك ) أي سلمت مني لا أصيبك بمكروه ، وذلك أنه لم يؤمر بقتاله على كفره . 
وقيل : هذا سلام هجران ومفارقة . وقيل : سلام بر ولطف وهو جواب الحليم للسفيه . قال الله تعالى : " 
وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما   " ( الفرقان : 63 ) . 
قوله تعالى : ( 
سأستغفر لك ربي   ) قيل : إنه لما أعياه ، أمره ووعده أن يراجع الله فيه ، فيسأله أن يرزقه التوحيد ويغفر له . معناه : سأسأل الله تعالى لك توبة تنال بها المغفرة . 
( 
إنه كان بي حفيا   ) برا لطيفا . قال 
الكلبي    : عالما يستجيب لي إذا دعوته . قال 
مجاهد    : عودني الإجابة لدعائي . ( 
وأعتزلكم وما تدعون من دون الله   ) أي : أعتزل ما تعبدون من دون الله . قال 
مقاتل    : كان اعتزاله إياهم أنه فارقهم من " كوثى " فهاجر منها إلى الأرض المقدسة ، ( وأدعو ربي ) أي : أعبد ربي ( 
عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيا   ) أي : عسى أن لا أشقى بدعائه وعبادته ، كما تشقون أنتم بعبادة الأصنام . 
وقيل : عسى أن يجيبني إذا دعوته ولا يخيبني . ( 
فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله   ) فذهب مهاجرا ( وهبنا له ) بعد الهجرة ( 
إسحاق  ويعقوب    ) آنسنا وحشته [ من فراقهم ] وأقررنا عينه ، بأولاد كرام على   
[ ص: 236 ] الله عز وجل ( 
وكلا جعلنا نبيا   ) يعني : 
إسحاق  ويعقوب    .