[ ص: 294 ]   ( 
يوم ينفخ في الصور ونحشر المجرمين يومئذ زرقا   ( 102 ) 
يتخافتون بينهم إن لبثتم إلا عشرا   ( 103 ) 
نحن أعلم بما يقولون إذ يقول أمثلهم طريقة إن لبثتم إلا يوما   ( 104 ) 
ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا   ( 105 ) ) 
( 
يوم ينفخ في الصور   ) قرأ 
أبو عمرو    " ننفخ " بالنون وفتحها وضم الفاء لقوله : " ونحشر " ، وقرأ الآخرون بالياء وضمها وفتح الفاء على غير تسمية الفاعل ، ( 
ونحشر المجرمين   ) المشركين ، ( 
يومئذ زرقا   ) والزرقة : هي الخضرة : في سواد العين ، فيحشرون زرق العيون سود الوجوه . وقيل : ( زرقا ) أي عميا . وقيل : عطاشا . ( 
يتخافتون بينهم   ) أي يتشاورون بينهم ويتكلمون خفية ، ( 
إن لبثتم   ) أي : ما مكثتم في الدنيا ، ( 
إلا عشرا   ) أي : عشر ليال . وقيل : في القبور . وقيل : بين النفختين ، وهو أربعون سنة ; لأن العذاب يرفع عنهم بين النفختين . استقصروا مدة لبثهم لهول ما عاينوا . قال الله تعالى : ( 
نحن أعلم بما يقولون   ) أي : يتسارون بينهم ، ( 
إذ يقول أمثلهم طريقة   ) أوفاهم عقلا وأعدلهم قولا ( 
إن لبثتم إلا يوما   ) قصر ذلك في أعينهم في جنب ما استقبلهم من أهوال يوم القيامة . وقيل : نسوا مقدار لبثهم لشدة ما دهمهم . قوله عز وجل : 
  ( ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا   ) قال ابن عباس    : سأل رجل من ثقيف  رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : كيف تكون الجبال يوم القيامة؟ فأنزل الله هذه الآية   . 
والنسف هو القلع ، أي : يقلعها من أصلها ويجعلها هباء منثورا .