( 
فيذرها قاعا صفصفا   ( 106 ) 
لا ترى فيها عوجا ولا أمتا   ( 107 ) 
يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا   ( 108 ) 
يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا   ( 109 ) ) 
( فيذرها ) أي : فيدع أماكن الجبال من الأرض ، ( 
قاعا صفصفا   ) أي : أرضا ملساء مستوية لا نبات فيها ، و " القاع " : ما انبسط من الأرض ، و " الصفصف " : الأملس .   
[ ص: 295 ]   ( 
لا ترى فيها عوجا ولا أمتا   ) قال 
مجاهد    : انخفاضا وارتفاعا . 
وقال 
الحسن    : " العوج " : ما انخفض من الأرض ، و " الأمت " : ما نشز من الروابي ، أي : لا ترى واديا ولا رابية . 
قال 
قتادة    : لا ترى فيها صدعا ولا أكمة . ( 
يومئذ يتبعون الداعي   ) أي : صوت الداعي الذي يدعوهم إلى موقف القيامة ، وهو 
إسرافيل  ، وذلك أنه يضع الصور في فيه ، ويقول : أيتها العظام البالية والجلود المتمزقة واللحوم المتفرقة هلموا إلى عرض الرحمن . 
( 
لا عوج له   ) أي : لدعائه ، وهو من المقلوب ، أي : لا عوج لهم عن دعاء الداعي ، لا يزيغون عنه يمينا وشمالا ولا يقدرون عليه بل يتبعونه سراعا . 
( 
وخشعت الأصوات للرحمن   ) أي : سكنت وذلت وخضعت ، ووصف الأصوات بالخشوع والمراد أهلها ، ( 
فلا تسمع إلا همسا   ) يعني صوت وطء الأقدام إلى المحشر ، و " الهمس " : الصوت الخفي كصوت أخفاف الإبل في المشي . وقال 
مجاهد    : هو تخافت الكلام وخفض الصوت . 
وروى 
سعيد بن جبير  عن 
ابن عباس  قال : تحريك الشفاه من غير نطق . ( 
يومئذ لا تنفع الشفاعة   ) يعني : لا تنفع الشفاعة أحدا من الناس ، ( 
إلا من أذن له الرحمن   )   
[ ص: 296 ] يعني إلا من أذن له أن يشفع ، ( 
ورضي له قولا   ) يعني : ورضي قوله ، قال 
ابن عباس  ، يعني : قال لا إله إلا الله وهذا يدل على أنه 
لا يشفع غير المؤمن   .