[ ص: 410 ]   ( 
والذين هم لفروجهم حافظون   ( 5 ) 
إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين   ( 6 ) 
فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون   ( 7 ) 
والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون   ( 8 ) 
والذين هم على صلواتهم يحافظون   ( 9 ) 
أولئك هم الوارثون   ( 10 ) ) 
( 
والذين هم لفروجهم حافظون   ) الفرج : اسم يجمع سوأة الرجل والمرأة ، وحفظ الفرج : 
التعفف عن الحرام   . ( 
إلا على أزواجهم   ) أي : من أزواجهم ، و " على " بمعنى " من " . ( 
أو ما ملكت أيمانكم   ) ( ما ) في محل الخفض ، يعني أو ما ملكت أيمانهم ، والآية في الرجال خاصة بدليل قوله : " أو ما ملكت أيمانهم " 
والمرأة لا يجوز أن تستمتع بفرج مملوكها   . ( 
فإنهم غير ملومين   ) يعني يحفظ فرجه إلا من امرأته أو أمته فإنه لا يلام على ذلك ، وإنما لا يلام فيهما إذا كان على وجه أذن فيه الشرع دون الإتيان في غير المأتى ، وفي حال الحيض والنفاس ، فإنه محظور وهو على فعله ملوم . ( 
فمن ابتغى وراء ذلك   ) أي : التمس وطلب سوى الأزواج والولائد المملوكة ، ( 
فأولئك هم العادون   ) الظالمون المتجاوزون من الحلال إلى الحرام وفيه دليل على أن 
الاستمناء باليد حرام ، وهو قول أكثر العلماء . قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج    : سألت 
عطاء  عنه فقال : مكروه ، سمعت أن قوما يحشرون وأيديهم حبالى فأظن أنهم هؤلاء . وعن 
سعيد بن جبير  قال : عذب الله أمة كانوا يعبثون بمذاكيرهم . 
  ( والذين هم لأماناتهم   ) قرأ 
ابن كثير    " لأمانتهم " على التوحيد هاهنا وفي سورة المعارج ، لقوله تعالى : " وعهدهم " والباقون بالجمع ، كقوله عز وجل : " إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ( النساء - 57 ) ، ( 
وعهدهم راعون   ) حافظون ، أي : يحفظون ما ائتمنوا عليه ، والعقود التي عاقدوا الناس عليها ، يقومون بالوفاء بها ، والأمانات تختلف فتكون بين الله تعالى وبين العبد كالصلاة والصيام والعبادات التي أوجبها الله عليه ، وتكون بين العبيد كالودائع والصنائع فعلى العبد الوفاء بجميعها . ( 
والذين هم على صلواتهم   ) قرأ 
حمزة   nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي    " صلاتهم " على التوحيد ، والآخرون صلواتهم على الجمع . ( يحافظون ) أي : يداومون على حفظها ويراعون أوقاتها ، كرر ذكر الصلاة ليبين أن المحافظة عليها واجبة كما أن الخشوع فيها واجب . ( أولئك ) أهل هذه الصفة ، ( 
هم الوارثون   ) يرثون منازل أهل النار من الجنة .   
[ ص: 411 ] 
وروي عن 
أبي صالح  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=815162  " ما منكم من أحد إلا وله منزلان منزل في الجنة ومنزل في النار ، فإن مات ودخل النار ورث أهل الجنة منزله " وذلك قوله تعالى : ( 
أولئك هم الوارثون   ) 
وقال 
مجاهد    : لكل واحد منزل في الجنة ومنزل في النار ، فأما المؤمن فيبني منزله الذي له في الجنة ويهدم منزله الذي له في النار ، وأما الكافر فيهدم منزله الذي في الجنة ويبني منزله الذي في النار . 
وقال بعضهم : معنى الوراثة هو أنه يئول أمرهم إلى الجنة وينالونها ، كما يئول أمر الميراث إلى الوارث .