[ ص: 412 ]   ( 
ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين   ( 14 ) 
ثم إنكم بعد ذلك لميتون   ( 15 ) 
ثم إنكم يوم القيامة تبعثون   ( 16 ) ) 
( 
ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما   ) قرأ 
ابن عامر  وأبو بكر    " عظما " ، ( 
فكسونا العظام   ) على التوحيد فيهما ، وقرأ الآخرون بالجمع لأن الإنسان ذو عظام كثيرة . وقيل : بين كل خلقين أربعون يوما . ( 
فكسونا العظام لحما   ) أي ألبسنا ، ( 
ثم أنشأناه خلقا آخر   ) اختلف المفسرون فيه ، فقال 
ابن عباس    : 
ومجاهد  ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=14577والشعبي  ، 
وعكرمة  ، 
والضحاك  ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=11873وأبو العالية    : هو نفخ الروح فيه . وقال 
قتادة    : نبات الأسنان والشعر . وروى 
 nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج  عن 
مجاهد    : أنه استواء الشباب . وعن 
الحسن  قال : ذكرا أو أنثى . وروى 
العوفي  عن 
ابن عباس    : أن ذلك تصريف أحواله بعد الولادة من الاستهلال إلى الارتضاع ، إلى القعود إلى القيام ، إلى المشي إلى الفطام ، إلى أن يأكل ويشرب ، إلى أن يبلغ الحلم ، ويتقلب في البلاد إلى ما بعدها . 
( 
فتبارك الله   ) أي : استحق التعظيم والثناء بأنه لم يزل ولا يزال . ( 
أحسن الخالقين   ) المصورين والمقدرين . و " الخلق " في اللغة : التقدير . وقال 
مجاهد    : يصنعون ويصنع الله والله خير الصانعين ، يقال : رجل خالق أي : صانع . 
وقال 
 nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج    : إنما جمع الخالقين لأن 
عيسى  كان يخلق كما قال : " إني أخلق لكم من الطين " ( آل عمران - 49 ) فأخبر الله عن نفسه بأنه أحسن الخالقين . ( 
ثم إنكم بعد ذلك لميتون   ) والميت - بالتشديد - والمائت الذي لم يمت بعد وسيموت ، والميت - بالتخفيف - : من مات ، ولذلك لم يجز التخفيف هاهنا ، كقوله : " 
إنك ميت وإنهم ميتون   " ( الزمر - 30 ) . ( 
ثم إنكم يوم القيامة تبعثون   ) .