( 
والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا   ( 73 ) 
والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما   ( 74 ) ) 
( 
والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا   ) لم يقعوا ولم يسقطوا ، ( 
عليها صما وعميانا   ) كأنهم صم عمي ، بل يسمعون ما يذكرون به فيفهمونه ويرون الحق فيه فيتبعونه . قال 
القتيبي  لم يتغافلوا عنها ، كأنهم صم لم يسمعوها وعمي لم يروها . ( 
والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا   ) قرأ بغير ألف : 
أبو عمرو  ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي  ، 
وأبو بكر    . وقرأ الباقون بالألف على الجمع ، ) ( قرة أعين ) أي : أولادا أبرارا أتقياء ، يقولون اجعلهم صالحين فتقر أعيننا بذلك . قال 
القرظي    : ليس شيء أقر لعين المؤمن من أن يرى زوجته وأولاده مطيعين لله - عز وجل -   . وقاله 
الحسن  ، ووحد القرة لأنها مصدر ، وأصلها من البرد ، لأن العرب تتأذى من الحر وتستروح إلى البرد ، وتذكر قرة العين عند السرور ، وسخنة العين عند الحزن ، ويقال : دمع العين عند السرور بارد ، وعند الحزن حار . وقال 
الأزهري    : معنى قرة الأعين : أن يصادف قلبه من يرضاه ، فتقر عينه به عن النظر إلى غيره . ( 
واجعلنا للمتقين إماما   ) أي : أئمة يقتدون في الخير بنا ، ولم يقل : أئمة ، كقوله تعالى : " 
إنا رسول رب العالمين   " ( الشعراء - 16 ) ، وقيل : أراد أئمة كقوله : " 
فإنهم عدو لي   " ( الشعراء - 77 ) ، أي : أعداء ، ويقال : أميرنا هؤلاء ، أي : أمراؤنا . وقيل : لأنه مصدر كالصيام والقيام ، يقال : أم إماما ، كما يقال : قام قياما ، وصام صياما . قال 
الحسن    : نقتدي بالمتقين ويقتدي بنا المتقون   . وقال 
ابن عباس    : اجعلنا أئمة هداة ، كما قال : 
وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا   ( السجدة - 24 ) ، ولا تجعلنا أئمة ضلالة كما قال : 
وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار   ( القصص - 41 ) ، وقيل : هذا من المقلوب ، يعني : واجعل المتقين لنا إماما ، واجعلنا مؤتمين مقتدين بهم ، وهو قول 
مجاهد    .