[ ص: 117 ]   ( 
قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون   ( 74 ) 
قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون   ( 75 ) 
أنتم وآباؤكم الأقدمون   ( 76 ) 
فإنهم عدو لي إلا رب العالمين   ( 77 ) 
الذي خلقني فهو يهدين   ( 78 ) 
والذي هو يطعمني ويسقين   ( 79 ) ) 
( 
قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون   ) معناه : إنها لا تسمع قولا ولا تجلب نفعا ، ولا تدفع ضرا ، لكن اقتدينا بآبائنا . فيه إبطال التقليد في الدين . ) ( 
قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون أنتم وآباؤكم الأقدمون   ) الأولون . ( فإنهم عدو لي ) أي : أعداء لي ، ووحده على معنى أن كل معبود لكم عدو لي . فإن قيل : كيف وصف الأصنام بالعداوة وهي جمادات ؟ قيل : معناه فإنهم عدو لي لو عبدتهم يوم القيامة كما قال تعالى : " 
سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا   " ( مريم - 82 ) . وقال 
الفراء  هو من المقلوب ، أراد : فإني عدو لهم ، لأن من عاديته فقد عاداك . وقيل : " فإنهم عدو لي " على معنى إني لا أتولاهم ولا أطلب من جهتهم نفعا ، كما لا يتولى العدو ، ولا يطلب من جهته النفع . 
قوله : ( إلا رب العالمين ) اختلفوا في هذا الاستثناء ، قيل : هو استثناء منقطع ، كأنه قال : فإنهم عدو لي لكن رب العالمين وليي . وقيل : إنهم كانوا يعبدون الأصنام مع الله ، فقال 
إبراهيم    : كل من تعبدون أعدائي إلا رب العالمين . وقيل : إنهم غير معبود لي إلا رب العالمين ، فإني أعبده . وقال
 nindex.php?page=showalam&ids=14127الحسين بن الفضل    : معناه إلا من عبد رب العالمين . ثم وصف معبوده فقال : ( 
الذي خلقني فهو يهدين   ) أي : يرشدني إلى طريق النجاة . ( 
والذي هو يطعمني ويسقين   ) أي : يرزقني ويغذوني بالطعام والشراب ، فهو رازقي ومن عنده رزقي .