[ ص: 155 ]   ) ( 
فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبإ بنبإ يقين   ( 22 ) ( 
إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم   ( 23 ) ) 
( فمكث غير بعيد ) قرأ عاصم ويعقوب : ) ( فمكث ) بفتح الكاف ، وقرأ الآخرون بضمها وهما لغتان ) ( غير بعيد ) أي : غير طويل ( 
فقال أحطت بما لم تحط به   ) والإحاطة : العلم بالشيء من جميع جهاته ، يقول : علمت ما لم تعلم ، وبلغت ما لم تبلغه أنت ولا جنودك ) ( وجئتك من سبإ ) قرأ 
أبو عمرو  ، 
والبزي  عن 
ابن كثير  من " سبأ " و " لسبأ " في سورة سبأ ، مفتوحة الهمزة ، وقرأ القواص عن 
ابن كثير  ساكنة بلا همزة ، وقرأ الآخرون بالإجراء ، فمن لم يجره جعله اسم البلد ، ومن أجراه جعله اسم رجل ، فقد جاء في الحديث 
nindex.php?page=hadith&LINKID=815288أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل عن سبأ  فقال : " كان رجلا له عشرة من البنين تيامن منهم ستة وتشاءم أربعة "   . ) ( بنبإ ) بخبر ) ( يقين ) فقال 
سليمان    : وما ذاك ؟ قال : ) ( إني وجدت امرأة تملكهم ) ( إني وجدت امرأة تملكهم ) وكان اسمها 
بلقيس بنت شراحيل  ، من نسل 
يعرب بن قحطان  ، وكان أبوها ملكا عظيم الشأن ، قد ولد له أربعون ملكا هو آخرهم ، وكان يملك أرض 
اليمن  كلها ، وكان يقول لملوك الأطراف : ليس أحد منكم كفؤا لي ، وأبى أن يتزوج فيهم ، فزوجوه امرأة من الجن يقال لها 
ريحانة بنت السكن  ، فولدت له 
بلقيس  ، ولم يكن له ولد غيرها ، وجاء في الحديث : إن إحدى أبوي 
بلقيس  كان جنيا . فلما مات أبو 
بلقيس  طمعت في الملك فطلبت من قومها أن يبايعوها فأطاعها قوم وعصاها قوم آخرون ، فملكوا عليهم رجلا وافترقوا فرقتين ، كل فرقة استولت على طرف من أرض 
اليمن  ، ثم إن الرجل الذي ملكوه أساء السيرة في أهل مملكته حتى كان يمد يده إلى حرم رعيته ويفجر بهن ، فأراد قومه خلعه فلم يقدروا عليه ، فلما رأت ذلك 
بلقيس   [ ص: 156 ] أدركتها الغيرة فأرسلت إليه تعرض نفسها عليه ، فأجابها الملك ، وقال : ما منعني أن أبتدئك بالخطبة إلا اليأس منك ، فقالت لا أرغب عنك ، كفؤ كريم ، فاجمع رجال قومي واخطبني إليهم ، فجمعهم وخطبها إليهم ، فقالوا : لا نراها تفعل هذا ، فقال لهم : إنها ابتدأتني فأنا أحب أن تسمعوا قولها فجاؤوها ، فذكروا لها ، فقالت : نعم أحببت الولد . فزوجوها منه ، فلما زفت إليه خرجت في أناس كثير من حشمها ، فلما جاءته سقته الخمر حتى سكر ، ثم جزت رأسه وانصرفت من الليل إلى منزلها ، فلما أصبح الناس رأوا الملك قتيلا ورأسه منصوب على باب دارها ، فعلموا أن تلك المناكحة كانت مكرا وخديعة منها ، فاجتمعوا إليها وقالوا : أنت بهذا الملك أحق من غيرك ، فملكوها . 
أخبرنا 
عبد الواحد المليحي  ، أخبرنا 
أحمد بن عبد الله النعيمي  ، أخبرنا 
محمد بن يوسف  ، أخبرنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=12070محمد بن إسماعيل  ، أخبرنا 
عثمان بن الهيثم  ، أخبرنا 
عوف  ، عن 
الحسن  ، عن 
أبي بكرة  رضي الله عنه قال : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=815289لما بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أهل فارس  ملكوا عليهم بنت كسرى  قال : " لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة "   . قوله تعالى : ) ( وأوتيت من كل شيء ) يحتاج إليه الملوك من الآلة والعدة ) ( ولها عرش عظيم ) سرير ضخم كان مضروبا من الذهب مكللا بالدر والياقوت الأحمر والزبرجد الأخضر ، وقوائمه من الياقوت والزمرد ، وعليه سبعة أبيات على كل بيت باب مغلق . قال 
ابن عباس    : كان عرش 
بلقيس  ثلاثين ذراعا في ثلاثين ذراعا : وطوله في السماء ثلاثون ذراعا . وقال 
مقاتل    : كان طوله ثمانين ذراعا وطوله في السماء ثمانين ذراعا . وقيل : كان طوله ثمانين ذراعا وعرضه أربعين ذراعا وارتفاعه ثلاثين ذراعا .