[ ص: 220 ]   ( 
إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين   ( 76 ) ) 
قوله - عز وجل - : ( إن قارون كان من قوم موسى   ) كان ابن عمه; لأنه 
قارون بن يصهر بن قاهث بن لاوي بن يعقوب عليه السلام  وموسى بن عمران بن قاهث ،  وقال 
ابن إسحاق    : كان 
قارون عم موسى ،  كان أخا 
عمران ،  وهما ابنا يصهر ، ولم يكن في بني إسرائيل أقرأ للتوراة من 
قارون ،  ولكنه نافق كما نافق 
السامري ،    ( 
فبغى عليهم   ) قيل : كان عاملا 
لفرعون  على بني إسرائيل ، فكان يبغي عليهم ويظلمهم ، وقال 
قتادة    : بغى عليهم بكثرة المال . وقال 
الضحاك    : بغى عليهم بالشرك . وقال 
 nindex.php?page=showalam&ids=16128شهر بن حوشب    : زاد في طول ثيابه شبرا ، وروينا عن 
ابن عمر  أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " 
nindex.php?page=hadith&LINKID=814395لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر ثوبه خيلاء   " وقيل : بغى عليهم بالكبر والعلو . ( 
وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه   ) هي جمع مفتح وهو الذي يفتح به الباب ، هذا قول 
قتادة  ومجاهد  وجماعة ، وقيل : مفاتحه : خزائنه ، كما قال : " 
وعنده مفاتح الغيب   " ( الأنعام - 59 ) ، أي : خزائنه ( 
لتنوء بالعصبة أولي القوة   ) أي : لتثقلهم ، وتميل بهم إذا حملوها لثقلها ، قال 
أبو عبيدة    : هذا من المقلوب ، تقديره : ما إن العصبة لتنوء بها ، يقال : ناء فلان بكذا إذا نهض به مثقلا . 
واختلفوا في عدد العصبة ، قال 
مجاهد    : ما بين العشرة إلى خمسة عشر ، وقال 
الضحاك  عن 
ابن عباس    - رضي الله عنهما - : ما بين الثلاثة إلى العشرة . وقال 
قتادة    : ما بين العشرة إلى الأربعين . وقيل : أربعون رجلا . وقيل : سبعون . وروي عن 
ابن عباس    - رضي الله عنهما - قال : كان يحمل مفاتحه أربعون رجلا أقوى ما يكون من الرجال   . وقال 
جرير  عن 
منصور  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=15848خيثمة ،  قال : وجدت في الإنجيل أن مفاتيح خزائن 
قارون  وقر ستين بغلا ما يزيد منها مفتاح على أصبع لكل مفتاح كنز .  
[ ص: 221 ] 
ويقال : كان 
قارون  أينما ذهب يحمل معه مفاتيح كنوزه ، وكانت من حديد ، فلما ثقلت عليه جعلها من خشب ، فثقلت فجعلها من جلود البقر على طول الأصابع ، وكانت تحمل معه إذا ركب على أربعين بغلا . ( 
إذ قال له قومه   ) قال 
لقارون  قومه من بني إسرائيل : ) ( لا تفرح ) لا تبطر ولا تأشر ولا تمرح ( 
إن الله لا يحب الفرحين   ) الأشرين البطرين الذين لا يشكرون الله على ما أعطاهم .