[ ص: 332 ]   ) 
  ( وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا   ( 12 ) 
وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا   ( 13 ) 
ولو دخلت عليهم من أقطارها ثم سئلوا الفتنة لآتوها وما تلبثوا بها إلا يسيرا   ( 14 ) ) 
( 
وإذ يقول المنافقون   ) 
معتب بن قشير  ، وقيل : 
عبد الله بن أبي  وأصحابه ( 
والذين في قلوبهم مرض   ) شك وضعف اعتقاد : ( 
ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا   ) وهو قول أهل النفاق : يعدنا 
محمد  فتح قصور 
الشام  وفارس وأحدنا لا يستطيع أن يجاوز رحله ، هذا والله الغرور . ( 
وإذ قالت طائفة منهم   ) أي : من المنافقين ، وهم 
أوس بن قيظي  وأصحابه ) ( يا أهل يثرب ) يعني 
المدينة  ، قال 
أبو عبيدة    : " 
يثرب    " : اسم أرض ، ومدينة الرسول - صلى الله عليه وسلم - في ناحية منها . 
وفي بعض الأخبار 
nindex.php?page=hadith&LINKID=3502481أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى أن تسمى المدينة يثرب ، وقال : " هي طابة " ، كأنه كره هذه اللفظة . 
( 
لا مقام لكم   ) قرأ العامة بفتح الميم ، أي : لا مكان لكم تنزلون وتقيمون فيه ، وقرأ 
أبو عبد الرحمن السلمي  ، 
وحفص    : بضم الميم ، أي : لا إقامة لكم ) ( فارجعوا ) ; إلى منازلكم عن اتباع 
محمد    - صلى الله عليه وسلم - ، وقيل : عن القتال إلى مساكنكم . 
( 
ويستأذن فريق منهم النبي   ) وهم 
بنو حارثة  وبنو سلمة    ( 
يقولون إن بيوتنا عورة   ) أي : خالية ضائعة ، وهو مما يلي العدو نخشى عليها السراق . وقرأ 
أبو رجاء العطاردي    " عورة " بكسر الواو ، أي : قصيرة الجدران يسهل دخول السراق عليها ، فكذبهم الله فقال : ( 
وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا   ) أي : ما يريدون إلا الفرار . ( 
ولو دخلت عليهم   ) أي : لو دخلت عليهم 
المدينة  ، يعني هؤلاء الجيوش الذين يريدون قتالهم ، وهم الأحزاب ) ( من أقطارها ) جوانبها ونواحيها جمع قطر ) ( ثم سئلوا الفتنة ) أي : الشرك .   
[ ص: 333 ]   ) ( لآتوها ) لأعطوها ، وقرأ 
أهل الحجاز   لأتوها مقصورا ، أي : لجاؤوها وفعلوها ورجعوا عن الإسلام ) ( وما تلبثوا بها ) أي : ما احتبسوا عن الفتنة ) ( إلا يسيرا ) ولأسرعوا الإجابة إلى الشرك طيبة به أنفسهم ، هذا قول أكثر المفسرين . 
وقال 
الحسن  والفراء    : وما أقاموا 
بالمدينة  بعد إعطاء الكفر إلا قليلا حتى يهلكوا .