[ ص: 375 ]   ( 
إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا   ( 57 ) ) 
قوله - عز وجل - : ) ( إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا   ) قال 
ابن عباس    : هم 
اليهود  والنصارى  والمشركون . فأما 
اليهود  فقالوا : 
عزير  ابن الله ، ويد الله مغلولة ، وقالوا : إن الله فقير ، وأما 
النصارى  فقالوا : 
المسيح  ابن الله ، وثالث ثلاثة ، وأما المشركون فقالوا : الملائكة بنات الله ، والأصنام شركاؤه . 
وروينا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " 
nindex.php?page=hadith&LINKID=815403يقول الله سبحانه وتعالى : شتمني عبدي ، يقول : اتخذ الله ولدا ، وأنا الأحد الصمد الذي لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفوا أحد   . 
وروينا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : قال الله تعالى : " 
nindex.php?page=hadith&LINKID=815204يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر ، بيدي الأمر أقلب الليل والنهار   " . 
وقيل : معنى " يؤذون الله " يلحدون في أسمائه وصفاته . 
وقال 
عكرمة    : هم أصحاب التصاوير . 
أخبرنا 
عبد الواحد المليحي  ، أخبرنا 
أحمد بن عبد الله النعيمي  ، أخبرنا 
محمد بن يوسف  ، أخبرنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=12070محمد بن إسماعيل  ، أخبرنا 
محمد بن العلاء  ، أخبرنا 
ابن فضيل  ، عن 
عمارة ،  عن 
أبي زرعة  ، سمع 
 nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة  قال : سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : " 
nindex.php?page=hadith&LINKID=815404قال الله تعالى ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي ، فليخلقوا ذرة أو ليخلقوا حبة أو شعيرة   " . 
وقال بعضهم : " يؤذون الله " أي : يؤذون أولياء الله ، كقوله تعالى : " 
واسئل القرية   " ( يوسف - 82 ) ، أي : أهل القرية . 
وروينا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : قال الله تعالى : " 
nindex.php?page=hadith&LINKID=815405من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وقال من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة   " .   
[ ص: 376 ] 
ومعنى الأذى : هو مخالفة أمر الله تعالى وارتكاب معاصيه ، ذكره على ما يتعارفه الناس بينهم ، والله - عز وجل - منزه عن أن يلحقه أذى من أحد ، وإيذاء الرسول ، قال 
ابن عباس    : هو أنه شج في وجهه وكسرت رباعيته . وقيل : شاعر ، ساحر ، معلم ، مجنون .