[ ص: 41 ]   ( 
فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون   ( 50 ) 
قال قائل منهم إني كان لي قرين   ( 51 ) 
يقول أئنك لمن المصدقين   ( 52 ) 
أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمدينون   ( 53 ) 
قال هل أنتم مطلعون   ( 54 ) 
فاطلع فرآه في سواء الجحيم   ( 55 ) 
قال تالله إن كدت لتردين   ( 56 ) 
ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين   ( 57 ) 
أفما نحن بميتين   ( 58 ) 
إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين   ( 59 ) ) 
) 
  ( فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون   ) يعني : أهل الجنة في الجنة يسأل بعضهم بعضا عن حاله في الدنيا . 
( 
قال قائل منهم   ) يعني : من أهل الجنة : ( 
إني كان لي قرين   ) في الدنيا ينكر البعث . 
قال 
مجاهد    : كان شيطانا . وقال الآخرون : كان من الإنس . وقال 
مقاتل    : كانا أخوين . وقال الباقون : كانا شريكين أحدهما كافر اسمه 
قطروس  ، والآخر مؤمن اسمه 
يهوذا  ، وهما اللذان قص الله - تعالى - خبرهما في سورة الكهف في قوله تعالى : " 
واضرب لهم مثلا رجلين   " ( الكهف - 32 ) . 
( 
يقول أئنك لمن المصدقين   ) بالبعث . 
( 
أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمدينون   ) مجزيون ومحاسبون وهذا استفهام إنكار . 
) ( قال ) الله تعالى لأهل الجنة : ( 
هل أنتم مطلعون   ) إلى النار ، وقيل : يقول المؤمن لإخوانه من أهل الجنة : هل أنتم مطلعون إلى النار لننظر كيف منزلة أخي ، فيقول أهل الجنة : أنت أعرف به منا . 
) ( فاطلع ) قال 
ابن عباس    : إن في الجنة كوى ينظر أهلها منها إلى النار فاطلع هذا المؤمن ، ( 
فرآه في سواء الجحيم   ) فرأى قرينه في وسط النار ، وإنما سمي وسط الشيء سواء لاستواء الجوانب منه . 
) ( قال ) له : 
  ( تالله إن كدت لتردين   ) والله لقد كدت أن تهلكني . قال 
مقاتل    : والله لقد كدت أن تغويني ، ومن أغوى إنسانا فقد أهلكه . 
( 
ولولا نعمة ربي   ) رحمته وإنعامه علي بالإسلام ، ( 
لكنت من المحضرين   ) معك في النار . 
( 
أفما نحن بميتين إلا موتتنا الأولى   ) في الدنيا ( 
وما نحن بمعذبين   ) قال بعضهم : يقول هذا أهل الجنة للملائكة حين يذبح الموت : أفما نحن بميتين ؟ فتقول لهم الملائكة : لا .