[ ص: 120 ]   ( 
فمن أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق إذ جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين   ( 32 ) 
والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون   ( 33 ) 
لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين   ( 34 ) 
ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون   ( 35 ) 
أليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه ومن يضلل الله فما له من هاد   ( 36 ) ) 
قوله عز وجل : ( 
فمن أظلم ممن كذب على الله   ) فزعم أن له ولدا وشريكا ، ( 
وكذب بالصدق   ) بالقرآن ، ( 
إذ جاءه أليس في جهنم مثوى   ) منزل ومقام ، ) ( للكافرين ) استفهام بمعنى التقرير . 
( 
والذي جاء بالصدق وصدق به   ) قال 
ابن عباس    : " 
والذي جاء بالصدق   " يعني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جاء بلا إله إلا الله " وصدق به " الرسول أيضا بلغه إلى الخلق . وقال 
 nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي    : " 
والذي جاء بالصدق   " 
جبريل  جاء بالقرآن ، " وصدق به " 
محمد    - صلى الله عليه وسلم - تلقاه بالقبول . وقال 
الكلبي   nindex.php?page=showalam&ids=11873وأبو العالية    : " 
والذي جاء بالصدق   " رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " وصدق به " 
أبو بكر    - رضي الله عنه - . وقال 
قتادة  ومقاتل    : " 
والذي جاء بالصدق   " رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " 
وصدق به   " هم المؤمنون ؛ لقوله عز وجل : ( 
أولئك هم المتقون .   ) وقال 
عطاء    : " 
والذي جاء بالصدق   " الأنبياء " 
وصدق به   " الأتباع ، وحينئذ يكون الذي بمعنى : الذين ، كقوله تعالى : " 
مثلهم كمثل الذي استوقد نارا   " ( البقرة - 17 ) ثم قال : " 
ذهب الله بنورهم   " ( البقرة - 17 ) . وقال 
الحسن    : هم المؤمنون صدقوا به في الدنيا وجاءوا به في الآخرة . وفي قراءة 
 nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود    : والذين جاءوا بالصدق وصدقوا به . ( 
أولئك هم المتقون   ) . 
( 
لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا   ) يسترها عليهم بالمغفرة ، ( 
ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون   ) قال 
مقاتل    : يجزيهم بالمحاسن من أعمالهم ولا يجزيهم بالمساوئ . 
قوله عز وجل : ( 
أليس الله بكاف عبده   ) ؟ يعني : 
محمدا    - صلى الله عليه وسلم - وقرأ 
أبو جعفر  وحمزة   nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي    : " عباده " بالجمع يعني : الأنبياء عليهم السلام ، قصدهم قومهم بالسوء كما قال : " 
وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه   " ( غافر - 5 ) فكفاهم الله شر من عاداهم ، ( 
ويخوفونك بالذين من دونه   ) وذلك أنهم خوفوا النبي - صلى الله عليه وسلم - معرة الأوثان . وقالوا : لتكفن عن شتم آلهتنا أو ليصيبنك منهم خبل أو جنون ( 
ومن يضلل الله فما له من هاد   ) .   
[ ص: 121 ]