[ ص: 143 ]   ( 
ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم وإن يشرك به تؤمنوا فالحكم لله العلي الكبير   ( 12 ) 
هو الذي يريكم آياته وينزل لكم من السماء رزقا وما يتذكر إلا من ينيب   ( 13 ) 
فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون   ( 14 ) 
رفيع الدرجات ذو العرش يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق   ( 15 ) 
يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء لمن الملك اليوم لله الواحد القهار   ( 16 ) ) 
قال الله تعالى : ( ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم   ) وفيه متروك استغني عنه لدلالة الظاهر عليه ، مجازه : فأجيبوا أن لا سبيل إلى ذلك ، وهذا العذاب والخلود في النار بأنكم إذا دعي الله وحده كفرتم ، إذا قيل لا إله إلا الله كفرتم وقلتم : " 
أجعل الآلهة إلها واحدا   " ( ص - 5 ( 
وإن يشرك به   ) غيره ، ) ( تؤمنوا ) تصدقوا ذلك الشرك ، ( 
فالحكم لله العلي الكبير   ) الذي لا أعلى منه ولا أكبر . 
( 
هو الذي يريكم آياته وينزل لكم من السماء رزقا   ) يعني : المطر الذي هو سبب الأرزاق ، ( 
وما يتذكر   ) وما يتعظ بهذه الآيات ، ( 
إلا من ينيب   ) يرجع إلى الله تعالى في جميع أموره . 
( 
فادعوا الله مخلصين له الدين   ) الطاعة والعبادة . ( 
ولو كره الكافرون   ) . 
( 
رفيع الدرجات   ) رافع درجات الأنبياء والأولياء في الجنة ، ( 
ذو العرش   ) خالقه ومالكه ، ( 
يلقي الروح   ) ينزل الوحي ، سماه روحا ؛ لأنه تحيا به القلوب كما تحيا الأبدان بالأرواح ، ( 
من أمره   ) قال 
ابن عباس    : من قضائه . وقيل : من قوله . وقال 
مقاتل    : بأمره . ( 
على من يشاء من عباده لينذر   ) أي : لينذر النبي بالوحي ، ( 
يوم التلاق   ) وقرأ 
يعقوب  بالتاء أي : لتنذر أنت يا 
محمد  يوم التلاق ، يوم يلتقي أهل السماء وأهل الأرض . قال 
قتادة  ومقاتل    : يلتقي فيه الخلق والخالق . قال 
ابن زيد    : يتلاقى العباد . وقال 
 nindex.php?page=showalam&ids=17188ميمون بن مهران    : يلتقي الظالم والمظلوم والخصوم . وقيل : يلتقي العابدون والمعبودون . وقيل : يلتقي فيه المرء مع عمله . 
( 
يوم هم بارزون   ) خارجون من قبورهم ظاهرون لا يسترهم شيء ، ( 
لا يخفى على الله منهم   ) من أعمالهم وأحوالهم ، ) ( شيء ) يقول الله تعالى في ذلك اليوم بعد فناء الخلق : ( 
لمن الملك اليوم   )   
[ ص: 144 ] فلا أحد يجيبه ، فيجيب نفسه فيقول : ( 
لله الواحد القهار   ) الذي قهر الخلق بالموت .