[ ص: 149 ]   ) ( 
وقال فرعون ياهامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب   ( 36 ) 
أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل وما كيد فرعون إلا في تباب   ( 37 ) 
وقال الذي آمن ياقوم اتبعون أهدكم سبيل الرشاد   ( 38 ) 
ياقوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هي دار القرار   ( 39 ) 
من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب   ( 40 ) 
ويا قوم ما لي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار   ( 41 ) ) 
( 
وقال فرعون   ) لوزيره : ( 
ياهامان ابن لي صرحا   ) والصرح : البناء الظاهر الذي لا يخفى على الناظر وإن بعد ، وأصله من التصريح وهو الإظهار ، ( 
لعلي أبلغ الأسباب   ) . ( 
أسباب السماوات   ) يعني : طرقها وأبوابها من سماء إلى سماء ، ( 
فأطلع إلى إله موسى   ) قراءة العامة برفع العين نسقا على قوله : " 
أبلغ الأسباب   " وقرأ 
حفص  عن 
عاصم  بنصب العين وهي قراءة 
حميد الأعرج  ، على جواب " لعل " بالفاء ، ( 
وإني لأظنه   ) يعني موسى ، ) ( كاذبا ) فيما يقول إن له ربا غيري ، ( 
وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل   ) قرأ 
أهل الكوفة  ويعقوب    : " وصد " بضم الصاد نسقا على قوله : " 
زين لفرعون .   " قال 
ابن عباس    : صده الله عن سبيل الهدى . وقرأ الآخرون بالفتح أي : صد 
فرعون  الناس عن السبيل . ( 
وما كيد فرعون إلا في تباب   ) يعني : وما كيده في إبطال آيات 
موسى  إلا في خسار وهلاك . ( 
وقال الذي آمن ياقوم اتبعون أهدكم سبيل الرشاد   ) طريق الهدى . 
( 
ياقوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع   ) متعة تنتفعون بها مدة ثم تنقطع ، ( 
وإن الآخرة هي دار القرار   ) التي لا تزول . 
( 
من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب   ) قال 
مقاتل    : لا تبعة عليهم فيما يعطون في الجنة من الخير . ( 
ويا قوم ما لي أدعوكم إلى النجاة   ) يعني : ما لكم ، كما تقول : ما لي أراك حزينا ؟ أي : ما لك ؟ يقول : أخبروني عنكم ؟ كيف هذه الحال أدعوكم إلى النجاة من النار بالإيمان بالله ، ( 
وتدعونني إلى النار   ) ؟ إلى الشرك الذي يوجب النار ، ثم فسر فقال :