[ ص: 150 ]   ( 
تدعونني لأكفر بالله وأشرك به ما ليس لي به علم وأنا أدعوكم إلى العزيز الغفار   ( 42 ) 
لا جرم أنما تدعونني إليه ليس له دعوة في الدنيا ولا في الآخرة وأن مردنا إلى الله وأن المسرفين هم أصحاب النار   ( 43 ) 
فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد   ( 44 ) 
فوقاه الله سيئات ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب   ( 45 ) 
النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب   ( 46 ) ) 
( 
تدعونني لأكفر بالله وأشرك به ما ليس لي به علم وأنا أدعوكم إلى العزيز الغفار   ) في انتقامه ممن كفر ، الغفار لذنوب أهل التوحيد . 
( 
لا جرم   ) حقا ، ( 
أنما تدعونني إليه   ) أي : إلى الوثن ، ( 
ليس له دعوة في الدنيا ولا في الآخرة   ) قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي    : لا يستجيب لأحد في الدنيا ولا في الآخرة ، يعني ليست له استجابة دعوة . وقيل : ليست له دعوة إلى عبادته في الدنيا ؛ لأن الأوثان لا تدعي الربوبية ، ولا تدعو إلى عبادتها ، وفي الآخرة تتبرأ من عابديها . ( 
وأن مردنا إلى الله   ) : مرجعنا إلى الله فيجازي كلا بما يستحق ، ( 
وأن المسرفين   ) المشركين ، ( 
هم أصحاب النار   ) . 
( 
فستذكرون ما أقول لكم   ) إذا عاينتم العذاب حين لا ينفعكم الذكر ، ( 
وأفوض أمري إلى الله   ) وذلك أنهم توعدوه لمخالفته دينهم ، ( 
إن الله بصير بالعباد   ) يعلم المحق من المبطل ، ثم خرج المؤمن من بينهم ، فطلبوه فلم يقدروا عليه . 
وذلك قوله عز وجل ( 
فوقاه الله سيئات ما مكروا   ) ما أرادوا به من الشر قال 
قتادة    : نجا مع 
موسى  وكان قبطيا ، ) ( وحاق ) نزل ، ( 
بآل فرعون سوء العذاب   ) الغرق في الدنيا ، والنار في الآخرة . 
وذلك قوله عز وجل : ) ( النار ) هي رفع على البدل من السوء ، ( 
يعرضون عليها غدوا وعشيا   ) صباحا ومساء ، قال 
ابن مسعود    : أرواح 
آل فرعون  في أجواف طيور سود يعرضون على النار كل يوم مرتين ، تغدو وتروح إلى النار ، ويقال : يا 
آل فرعون  هذه منازلكم حتى تقوم الساعة .   
[ ص: 151 ] 
وقال 
قتادة  ، 
ومقاتل  ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي  ، 
والكلبي    : تعرض روح كل كافر على النار بكرة وعشيا ما دامت الدنيا . 
أخبرنا 
أبو الحسن السرخسي  ، أخبرنا 
زاهر بن أحمد  ، أخبرنا 
أبو إسحاق الهاشمي  أخبرنا 
أبو مصعب  عن 
مالك  عن 
نافع  عن 
عبد الله بن عمر  أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " 
nindex.php?page=hadith&LINKID=815487إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي ، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة ، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار ، فيقال له : هذا مقعدك حتى يبعثك الله إليه يوم القيامة   " . 
ثم أخبر الله عن مستقرهم يوم القيامة فقال : ( 
ويوم تقوم الساعة أدخلوا   ) قرأ 
ابن كثير  وابن عامر  وأبو عمرو  وأبو بكر    : " الساعة ادخلوا " بحذف الألف والوصل ، وبضمها في الابتداء ، وضم الخاء من الدخول ، أي : يقال لهم : ادخلوا يا " 
آل فرعون  أشد العذاب " ، وقرأ الآخرون " أدخلوا " بقطع الألف وكسر الخاء من الإدخال ، أي : يقال للملائكة : أدخلوا 
آل فرعون  أشد العذاب . قال 
ابن عباس    : يريد ألوان العذاب غير الذي كانوا يعذبون به منذ أغرقوا .