[ ص: 165 ]   ( 
قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين   ( 9 ) 
وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين   ( 10 ) 
ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين   ( 11 ) ) 
قوله عز وجل : ( 
قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين   ) : يوم الأحد والاثنين ، ( 
وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين   ) . 
( 
وجعل فيها   ) أي في الأرض ، ( 
رواسي   ) جبالا ثوابت ، ( 
من فوقها   ) من فوق الأرض ، ( 
وبارك فيها   ) أي : في الأرض ، بما خلق فيها من البحار والأنهار والأشجار والثمار ، ( 
وقدر فيها أقواتها   ) قال 
الحسن  ومقاتل    : قسم في الأرض أرزاق العباد والبهائم . وقال 
عكرمة  والضحاك    : قدر في كل بلدة ما لم يجعله في الأخرى ليعيش بعضهم من بعض بالتجارة من بلد إلى بلد   . قال 
الكلبي    : قدر الخبز لأهل قطر ، والتمر لأهل قطر ، والذرة لأهل قطر ، والسمك لأهل قطر ، وكذلك أقواتها .   ( 
في أربعة أيام   ) يريد خلق ما في الأرض ، وقدر الأقوات في يومين : يوم الثلاثاء والأربعاء فهما مع الأحد والاثنين أربعة أيام ، رد الآخر على الأول في الذكر ، كما تقول : تزوجت أمس امرأة واليوم ثنتين ، وإحداهما هي التي تزوجتها بالأمس ، ( 
سواء للسائلين   ) قرأ 
أبو جعفر    " سواء " رفع على الابتداء ، أي : هي سواء . وقرأ يعقوب بالجر على نعت قوله : " في أربعة أيام " ، وقرأ الآخرون " سواء " نصب على المصدر ، أي : استوت سواء أي : استواء . ومعناه : سواء للسائلين عن ذلك . قال 
قتادة   nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي    : من سأل عنه فهكذا الأمر سواء لا زيادة ولا نقصان جوابا لمن سأل : في كم خلقت الأرض والأقوات ؟ 
( 
ثم استوى إلى السماء   ) أي : عمد إلى خلق السماء ، ( 
وهي دخان   ) وكان ذلك الدخان بخار الماء ، ( 
فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها   ) أي : ائتيا ما آمركما أي : افعلاه ، كما يقال : ائت ما هو الأحسن ، أي : افعله . 
وقال 
طاوس  عن 
ابن عباس    : ائتيا : أعطيا ، يعني أخرجا ما خلقت فيكما من المنافع لمصالح العباد   .   
[ ص: 166 ] 
[ قال 
ابن عباس    ] : قال الله عز وجل : أما أنت يا سماء فأطلعي شمسك وقمرك ونجومك ، وأنت يا أرض فشقي أنهارك وأخرجي ثمارك ونباتك . وقال لهما : افعلا ما آمركما طوعا وإلا ألجأتكما إلى ذلك [ حتى تفعلاه كرها ] فأجابتا بالطوع ، و ( 
قالتا أتينا طائعين   ) ولم يقل طائعتين ؛ لأنه ذهب به إلى السماوات والأرض ومن فيهن ، مجازه : أتينا بما فينا طائعين ، فلما وصفهما بالقول أجراهما في الجمع مجرى من يعقل .