( 
ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاق الله فإن الله شديد العقاب   ( 4 ) 
ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين   ( 5 ) ) 
( ذلك ) الذي لحقهم ( 
بأنهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاق الله فإن الله شديد العقاب   )   
[ ص: 71 ]   ( 
ما قطعتم من لينة   ) الآية . 
nindex.php?page=hadith&LINKID=815747وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما نزل ببني النضير  وتحصنوا بحصونهم أمر بقطع نخيلهم وإحراقها فجزع أعداء الله عند ذلك وقالوا : يا محمد  زعمت أنك تريد الصلاح ! أفمن الصلاح عقر الشجر وقطع النخيل فهل وجدت فيما زعمت أنه أنزل عليك الفساد في الأرض ؟ ! فوجد المسلمون في أنفسهم [ من قولهم وخشوا ] أن يكون ذلك فسادا واختلفوا في ذلك فقال بعضهم : لا تقطعوا فإنه مما أفاء الله علينا . وقال بعضهم : بل نغيظهم بقطعها . فأنزل الله هذه الآية بتصديق من نهى عن قطعه وتحليل من قطعه من الإثم . 
أخبرنا 
عبد الواحد المليحي  أخبرنا 
أحمد بن عبد الله النعيمي  أخبرنا 
محمد بن يوسف  حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=12070محمد بن إسماعيل  حدثنا 
آدم  حدثنا 
الليث  عن 
نافع  عن 
ابن عمر  قال : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=815748حرق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نخل بني النضير  وقطع البويرة فنزلت ( ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله   ) 
  ( 
ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله   ) أخبر الله في هذه الآية أن ما قطعوه وما تركوه فبإذن الله ( 
وليخزي الفاسقين   ) 
واختلفوا في " اللينة " فقال قوم : النخل كلها لينة ما خلا العجوة [ وهو قول 
عكرمة  وقتادة    . ورواه 
زاذان  عن 
ابن عباس    - رضي الله عنهما - قال : 
كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقطع نخلهم إلا العجوة ] وأهل المدينة  يسمون ما خلا العجوة من التمرة : الألوان واحدها لون ولينة . وقال 
الزهري    : هي ألوان النخل كلها إلا العجوة والبرنية .   
[ ص: 72 ] 
وقال 
مجاهد  وعطية    : هي النخل كلها من غير استثناء . وقال 
العوفي  عن 
ابن عباس    - رضي الله عنهم - : هي لون من النخل . وقال 
سفيان    : هي كرام النخل . 
وقال 
مقاتل  هي ضرب من النخل يقال لثمرها اللون ، وهو شديد الصفرة يرى نواه من خارج ، يغيب فيها الضرس وكان من أجود تمرهم وأعجبها إليهم ، وكانت النخلة الواحدة منها ثمنها ثمن وصيف ، وأحب إليهم من وصيف فلما رأوهم يقطعونها شق ذلك عليهم وقالوا للمؤمنين : إنكم تكرهون الفساد في الأرض ، وأنتم تفسدون دعوا هذا النخل [ قائما هو لمن غلب عليها ] فأخبر الله تعالى أن ذلك بإذنه .