[ ص: 225 ]   ( 
والذين هم على صلاتهم يحافظون   ( 34 ) 
أولئك في جنات مكرمون   ( 35 ) 
فمال الذين كفروا قبلك مهطعين   ( 36 ) 
عن اليمين وعن الشمال عزين   ( 37 ) 
أيطمع كل امرئ منهم أن يدخل جنة نعيم   ( 38 ) 
كلا إنا خلقناهم مما يعلمون   ( 39 ) ) 
( 
والذين هم على صلاتهم يحافظون أولئك في جنات مكرمون   ) . 
( 
فمال الذين كفروا   ) أي : فما بال الذين كفروا ، كقوله : " فما لهم عن التذكرة معرضين " ( المدثر - 49 ( 
قبلك مهطعين   ) مسرعين مقبلين إليك مادي أعناقهم ومديمي النظر إليك متطلعين نحوك . 
نزلت في جماعة من الكفار كانوا يجتمعون حول النبي - صلى الله عليه وسلم - يستمعون كلامه ويستهزئون به ويكذبونه ، فقال الله تعالى : ما لهم ينظرون إليك ويجلسون عندك وهم لا ينتفعون بما يستمعون . ( 
عن اليمين وعن الشمال عزين   ) حلقا وفرقا ، و " العزين " جماعات في تفرقة ، واحدتها عزة . ( 
أيطمع كل امرئ منهم أن يدخل جنة نعيم   ) قال 
ابن عباس    : معناه أيطمع كل رجل منهم أن يدخل جنتي كما يدخلها المسلمون ويتنعم فيها وقد كذب نبيي ؟ ( كلا ) لا يدخلونها . ثم ابتدأ فقال : ( 
إنا خلقناهم مما يعلمون   ) أي : من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة ، نبه الناس على أنهم خلقوا من أصل واحد وإنما يتفاضلون ويستوجبون الجنة بالإيمان والطاعة . 
أخبرنا 
أحمد بن إبراهيم الشريحي ،  أخبرنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=13968أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي ،  أخبرنا 
الحسين بن محمد بن فنجويه ،  حدثنا 
موسى بن محمد بن علي ،  حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=14907جعفر بن محمد الفريابي ،  حدثنا 
صفوان بن صالح ،  حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد بن مسلم ،  حدثنا 
جرير بن عثمان الرحبي ،  عن 
عبد الرحمن بن ميسرة ،  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=15622جبير بن نفير ،  عن 
بسر بن جحاش [ القرشي ]  قال : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=815843قال النبي - صلى الله عليه وسلم - وبصق يوما في كفه ووضع عليها إصبعه فقال : يقول الله - عز وجل - : " ابن آدم أنى تعجزني وقد خلقتك من مثل هذه ، حتى إذا سويتك وعدلتك ومشيت بين بردين ، وللأرض منك وئيد فجمعت ومنعت حتى إذا بلغت التراقي   [ ص: 226 ] قلت أتصدق وأنى أوان الصدقة " 
وقيل : معناه إنا خلقناهم [ من أجل ما يعملون وهو الأمر والنهي والثواب والعقاب . 
وقيل : " ما " بمعنى " من " مجازه : إنا ] خلقناهم ممن يعلمون ويعقلون لا كالبهائم .