[ ص: 230 ]   ( 
وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا   ( 7 ) 
ثم إني دعوتهم جهارا   ( 8 ) 
ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا   ( 9 ) 
فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا   ( 10 ) 
يرسل السماء عليكم مدرارا   ( 11 ) ) 
( 
وإني كلما دعوتهم   ) إلى الإيمان بك ( 
لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم   ) لئلا يسمعوا دعوتي ( 
واستغشوا ثيابهم   ) غطوا بها وجوههم لئلا يروني ( وأصروا ) على كفرهم ( واستكبروا ) عن الإيمان بك ( استكبارا ) ( 
ثم إني دعوتهم جهارا   ) معلنا بالدعاء . قال ابن عباس : بأعلى صوتي . ( 
ثم إني أعلنت لهم   ) كررت الدعاء معلنا ( 
وأسررت لهم إسرارا   ) قال 
ابن عباس    : يريد الرجل بعد الرجل أكلمه سرا بيني وبينه أدعوه إلى عبادتك وتوحيدك . ( 
فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا   ) وذلك أن 
قوم نوح  لما كذبوه زمانا طويلا حبس الله عنهم المطر وأعقم أرحام نسائهم أربعين سنة ، فهلكت أموالهم ومواشيهم ، فقال لهم 
نوح    : 
استغفروا ربكم من الشرك ، أي استدعوا المغفرة بالتوحيد ، يرسل السماء عليكم مدرارا   . 
وروى 
مطرف  عن 
الشعبي  أن 
عمر  رضي الله تعالى عنه خرج يستسقي بالناس ، فلم يزد على الاستغفار حتى رجع ، فقيل له : ما سمعناك استسقيت ؟ فقال . طلبت الغيث [ بمجاديح ] السماء التي يستنزل بها المطر ، ثم قرأ : " 
استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا   " .