1. الرئيسية
  2. تفسير البغوي
  3. سورة الجن
  4. تفسير قوله تعالى " وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا "
صفحة جزء
( وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا ( 10 ) وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك كنا طرائق قددا ( 11 ) وأنا ظننا أن لن نعجز الله في الأرض ولن نعجزه هربا ( 12 ) وأنا لما سمعنا الهدى آمنا به فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا ( 13 ) وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا ( 14 ) )

( وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض ) برمي الشهب ( أم أراد بهم ربهم رشدا وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك ) دون الصالحين ( كنا طرائق قددا ) أي : جماعات متفرقين وأصنافا مختلفة ، والقدة : القطعة من الشيء ، يقال : صار القوم قددا إذا اختلفت حالاتهم ، وأصلها من القد وهو القطع . قال مجاهد : يعنون : مسلمين وكافرين .

وقيل : [ ذوو ] أهواء مختلفة ، وقال الحسن والسدي : الجن أمثالكم فمنهم قدرية ومرجئة ورافضة .

وقال ابن كيسان : شيعا وفرقا لكل فرقة هوى كأهواء الناس .

وقال سعيد بن جبير : ألوانا شتى ، وقال أبو عبيدة : أصنافا . ( وأنا ظننا ) علمنا وأيقنا ( أن لن نعجز الله في الأرض ) أي : لن نفوته إن أراد بنا أمرا ( ولن نعجزه هربا ) إن طلبنا . ( وأنا لما سمعنا الهدى ) [ القرآن وما أتى به محمد ] ( آمنا به فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ) نقصانا من عمله وثوابه ( ولا رهقا ) ظلما . وقيل : مكروها يغشاه . ( وأنا منا المسلمون ) وهم الذين آمنوا بمحمد - صلى الله عليه وسلم - ( ومنا القاسطون ) الجائرون العادلون [ ص: 241 ] عن الحق . قال ابن عباس : هم الذين جعلوا لله ندا ، يقال : أقسط الرجل إذا عدل فهو مقسط ، وقسط إذا جار فهو قاسط ( فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا ) أي : قصدوا طريق الحق وتوخوه .

التالي السابق


الخدمات العلمية