[ ص: 242 ]   ( 
وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا   ( 18 ) 
وأنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا   ( 19 ) ) 
( 
وأن المساجد لله   ) يعني المواضع التي بنيت للصلاة وذكر الله ( 
فلا تدعوا مع الله أحدا   ) قال 
قتادة    : كانت اليهود والنصارى إذا دخلوا كنائسهم وبيعهم أشركوا بالله فأمر الله المؤمنين أن يخلصوا لله الدعوة إذا دخلوا المساجد وأراد بها المساجد كلها . 
وقال 
الحسن    : أراد بها البقاع كلها لأن 
الأرض جعلت كلها مسجدا للنبي - صلى الله عليه وسلم - . 
وقال سعيد بن جبير    : قالت الجن للنبي - صلى الله عليه وسلم - كيف لنا أن [ نأتي المسجد وأن ] نشهد معك الصلاة ونحن ناءون ؟ فنزلت : " وأن المساجد لله   " . 
وروي عن 
سعيد بن جبير  أيضا : أن المراد بالمساجد 
الأعضاء التي يسجد عليها الإنسان وهي سبعة : الجبهة واليدان والركبتان والقدمان ؟ يقول : هذه الأعضاء التي يقع عليها السجود مخلوقة لله فلا تسجدوا عليها لغيره . 
أخبرنا 
أبو سعيد أحمد بن محمد بن العباس الحميدي ،  أخبرنا 
أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ ،  أخبرنا 
أبو عبد الله محمد بن يعقوب ،  حدثنا 
علي بن الحسن الهلالي  والسري بن خزيمة  قالا حدثنا 
يعلى بن أسد ،  حدثنا 
وهيب ،  عن 
عبد الله بن طاووس ،  عن أبيه ، عن 
ابن عباس  أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=815845  " أمرت أن أسجد على سبعة أعضاء : الجبهة - وأشار بيده إليها - واليدين والركبتين وأطراف القدمين ولا أكف الثوب ولا الشعر "   . 
فإن جعلت المساجد مواضع الصلاة فواحدها مسجد بكسر الجيم ، وإن جعلتها الأعضاء فواحدها مسجد بفتح الجيم . ( 
وأنه لما قام عبد الله   ) قرأ 
نافع  وأبو بكر  بكسر الهمزة ، وقرأ الباقون بفتحها " 
لما قام عبد الله   "   
[ ص: 243 ] يعني النبي - صلى الله عليه وسلم - ( يدعوه ) يعني يعبده ويقرأ القرآن ، ذلك حين كان يصلي 
ببطن نخلة  ويقرأ القرآن ( كادوا ) يعني الجن ( 
يكونون عليه لبدا   ) أي يركب بعضهم بعضا ويزدحمون حرصا على استماع القرآن . هذا قول 
الضحاك  ورواية 
عطية  عن 
ابن عباس    . 
وقال 
سعيد بن جبير  عنه : هذا من قول النفر الذين رجعوا إلى قومهم من الجن أخبروهم بما رأوا من طاعة أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - واقتدائهم به في الصلاة . 
وقال 
الحسن  وقتادة  وابن زيد  يعني لما قام عبد الله بالدعوة تلبدت الإنس والجن ، وتظاهروا عليه ليبطلوا الحق الذي جاءهم به ، ويطفئوا نور الله فأبى الله إلا أن يتم نوره ، ويتم هذا الأمر ، وينصره على من ناوأه . 
وقرأ 
هشام  عن 
ابن عامر    : " لبدا " بضم اللام ، وأصل " اللبد " الجماعات بعضها فوق بعض ، ومنه سمي اللبد الذي يفرش لتراكمه ، وتلبد الشعر : إذا تراكم .