[ ص: 289 ]  [ ص: 290 ]  [ ص: 291 ] سورة الإنسان 
قال 
عطاء    : هي مكية وقال 
مجاهد  وقتادة    : مدنية . وقال 
الحسن  وعكرمة    : هي مدنية إلا آية وهي قوله : " 
فاصبر لحكم ربك ولا تطع منهم آثما أو كفورا   " 
بسم الله الرحمن الرحيم 
( 
هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا   ( 1 ) 
إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا   ( 2 ) ) 
( 
هل أتى على الإنسان   ) يعني 
آدم    - عليه السلام - ( 
حين من الدهر   ) أربعون سنة ملقى من طين بين 
مكة  والطائف  قبل أن ينفخ فيه الروح ( 
لم يكن شيئا مذكورا   ) لا يذكر ولا يعرف ولا يدرى ما اسمه ولا ما يراد به . يريد : كان شيئا ولم يكن مذكورا ، وذلك من حين خلقه من طين إلى أن [ ينفخ ] فيه الروح . 
روي أن 
عمر  سمع رجلا يقرأ هذه الآية : " 
لم يكن شيئا مذكورا   " فقال 
عمر    : ليتها تمت ، يريد : ليته بقي على ما كان . قال 
ابن عباس    : ثم خلقه بعد عشرين ومائة سنة . ( 
إنا خلقنا الإنسان   ) يعني ولد 
آدم    ( من نطفة ) يعني : مني الرجل ومني المرأة .   
[ ص: 292 ]   ( أمشاج ) أخلاط ، واحدها : مشج ومشيج ، مثل خدن وخدين . 
قال 
ابن عباس ،  والحسن ،  ومجاهد  والربيع    : يعني ماء الرجل [ وماء المرأة ] يختلطان في الرحم فيكون منهما الولد . فماء الرجل أبيض غليظ ، وماء المرأة أصفر رقيق ، فأيهما علا صاحبه كان الشبه له ، وما كان من عصب وعظم فهو من نطفة الرجل ، وما كان من لحم ودم وشعر فمن ماء المرأة . 
وقال 
الضحاك    : أراد بالأمشاج اختلاف ألوان النطفة ، فنطفة الرجل بيضاء وحمراء وصفراء ، ونطفة المرأة خضراء وحمراء [ وصفراء ] ، وهي رواية 
الوالبي  عن 
ابن عباس    . وكذلك قال 
الكلبي    : قال : الأمشاج البياض في الحمرة والصفرة . وقال 
يمان    : كل لونين اختلطا فهو أمشاج . وقال 
ابن مسعود    : هي العروق التي تكون في النطفة . 
وقال 
الحسن    : نطفة مشجت بدم ، وهو دم الحيضة ، فإذا حبلت ارتفع الحيض . 
وقال 
قتادة    : هي 
أطوار الخلق نطفة ، ثم علقة ، ثم مضغة ، ثم [ عظما ] ثم يكسوه لحما ثم ينشئه خلقا آخر . 
( نبتليه ) نختبره بالأمر والنهي ( 
فجعلناه سميعا بصيرا   ) قال بعض أهل العربية : فيه تقديم وتأخير ، مجازه فجعلناه سميعا بصيرا لنبتليه ؛ لأن الابتلاء لا يقع إلا بعد تمام الخلقة .