[ ص: 350 ]   ( 
ذي قوة عند ذي العرش مكين   ( 20 ) 
مطاع ثم أمين   ( 21 ) 
وما صاحبكم بمجنون   ( 22 ) 
ولقد رآه بالأفق المبين   ( 23 ) ) 
( 
ذي قوة   ) وكان من 
قوته أنه اقتلع قريات 
قوم لوط  من الماء الأسود وحملها على جناحه فرفعها إلى السماء ثم قلبها ، وأنه أبصر إبليس يكلم 
عيسى  على بعض عقاب الأرض المقدسة فنفخه بجناحه نفخة ألقاه إلى [ أقصى ] جبل 
بالهند ،  وأنه صاح صيحة 
بثمود  فأصبحوا جاثمين ، وأنه يهبط من السماء إلى الأرض ويصعد في أسرع من [ الطير ] ( 
عند ذي العرش مكين   ) في المنزلة . ( مطاع ثم ) أي في [ السماوات ] تطيعه الملائكة ، ومن طاعة الملائكة إياه أنهم فتحوا أبواب السماوات ليلة المعراج بقوله لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وفتح خزنة الجنة أبوابها بقوله ، ( أمين ) على وحي الله ورسالته إلى أنبيائه . ( 
وما صاحبكم بمجنون   ) يقول 
لأهل مكة     : وما صاحبكم يعني 
محمدا    - صلى الله عليه وسلم - بمجنون . وهذا أيضا من جواب القسم ، أقسم على أن القرآن نزل به جبريل ، وأن 
محمدا  ليس كما يقوله 
أهل مكة  ،  وذلك أنهم قالوا إنه مجنون ، وما يقول يقوله من عند نفسه . ( 
ولقد رآه   ) يعني 
رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - جبريل    - عليه السلام - على صورته   ( 
بالأفق المبين   ) وهو الأفق الأعلى من ناحية المشرق ، قاله 
مجاهد  وقتادة    . 
أخبرنا 
أحمد بن إبراهيم الشريحي ،  أخبرنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=13968أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي ،  أخبرني 
ابن فنجويه ،  حدثنا 
محمد بن جعفر ،  حدثنا 
الحسن بن عليوة ،  حدثنا 
إسماعيل بن عيسى ،  حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=11979إسحاق بن بشر ،  أخبرنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ،  عن 
عكرمة    [ 
ومقاتل    ] عن 
ابن عباس  قال : 
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لجبريل    : " إني أحب أن أراك في صورتك التي تكون فيها في السماء " قال لن تقوى على ذلك ، قال : بلى ، قال : فأين تشاء أن أتخيل لك ؟ قال : بالأبطح ،  قال : لا يسعني ، قال فهاهنا ، قال : لا يسعني ، قال : فبعرفات ،  قال : ذلك بالحرى أن يسعني فواعده ، فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - في الوقت فإذا هو بجبريل  قد أقبل من جبال عرفات  بخشخشة وكلكلة ، قد ملأ ما بين المشرق والمغرب ، ورأسه في السماء ورجلاه في الأرض ، فلما رآه النبي - صلى الله عليه وسلم - كبر وخر مغشيا عليه . قال : فتحول جبريل  في صورته فضمه إلى   [ ص: 351 ] صدره ، وقال : يا محمد  لا تخف فكيف لك لو رأيت إسرافيل  ورأسه من تحت العرش ورجلاه في تخوم الأرض السابعة ، وإن العرش لعلى كاهله ، وإنه ليتضاءل أحيانا من مخافة الله - عز وجل - حتى يصير مثل [ الصعو ] يعني العصفور ، حتى ما يحمل عرش ربك إلا عظمته .