1. الرئيسية
  2. تفسير البغوي
  3. سورة البقرة
  4. تفسير قوله تعالى " أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه "
صفحة جزء
( أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون ( 75 ) وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم أفلا تعقلون ( 76 ) )

قوله تعالى ( أفتطمعون ) أفترجون ؟ يريد : محمدا وأصحابه ( أن يؤمنوا لكم ) تصدقكم اليهود بما تخبرونهم به ( وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ) يعني التوراة ( ثم يحرفونه ) يغيرون ما فيها من الأحكام ( من بعد ما عقلوه ) علموه كما غيروا صفة محمد صلى الله عليه وسلم وآية الرجم ( وهم يعلمون ) أنهم كاذبون ، هذا قول مجاهد وقتادة وعكرمة والسدي وجماعة وقال ابن عباس ومقاتل : نزلت في السبعين الذين اختارهم موسى لميقات ربه ، وذلك أنهم لما رجعوا - بعدما سمعوا كلام الله - إلى قومهم رجع الناس إلى قولهم ، وأما الصادقون منهم فأدوا كما سمعوا ، وقالت طائفة منهم : سمعنا الله يقول في آخر كلامه إن استطعتم أن تفعلوا فافعلوا ، وإن شئتم فلا تفعلوا ، فهذا تحريفهم وهم يعلمون أنه الحق .

( وإذا لقوا الذين آمنوا ) قال ابن عباس والحسن وقتادة : يعني منافقي اليهود الذين آمنوا بألسنتهم إذا لقوا المؤمنين المخلصين ( قالوا آمنا ) كإيمانكم ( وإذا خلا ) رجع ( بعضهم إلى بعض ) - كعب بن الأشرف وكعب بن أسد ووهب بن يهودا وغيرهم من رؤساء اليهود - لأمرهم على ذلك ( قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ) بما قص الله عليكم في كتابكم : أن محمدا حق وقوله صدق . والفتاح القاضي .

وقال الكسائي : بما بينه الله لكم [ من العلم بصفة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ونعته ، وقال : ] الواقدي : بما أنزل الله عليكم ، ونظيره : ( لفتحنا عليهم بركات من السماء ) ( 44 - الأنعام ) أي أنزلنا ، وقال أبو عبيدة : بما من الله عليكم وأعطاكم ( ليحاجوكم به ) ليخاصموكم ، يعني أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ويحتجوا بقولكم [ ص: 114 ] ( عليكم ) فيقولوا : قد أقررتم أنه نبي حق في كتابكم ثم لا تتبعونه!! وذلك أنهم قالوا لأهل المدينة حين شاوروهم في اتباع محمد صلى الله عليه وسلم : آمنوا به فإنه حق ثم قال بعضهم لبعض : أتحدثونهم بما أنزل الله عليكم لتكون لهم الحجة عليكم ( عند ربكم ) في الدنيا والآخرة وقيل : إنهم أخبروا المؤمنين بما عذبهم الله به ، على الجنايات فقال بعضهم لبعض : [ أتحدثونهم بما أنزل الله عليكم من العذاب ليحاجوكم به عند ربكم ، ليروا الكرامة لأنفسهم عليكم عند الله وقال مجاهد : هو قول يهود قريظة قال بعضهم لبعض ] حين قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم " يا إخوان القردة والخنازير " فقالوا : من أخبر محمدا بهذا ؟ ما خرج هذا إلا منكم ، ( أفلا تعقلون ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية