( 
ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم   ) [ وحدوه ] ولا تشركوا به شيئا ، ( 
وكنت عليهم شهيدا ما دمت   ) أقمت ، ( 
فيهم فلما توفيتني   ) قبضتني ورفعتني إليك ، ( 
كنت أنت الرقيب عليهم   ) والحفيظ عليهم ، تحفظ أعمالهم ، ( 
وأنت على كل شيء شهيد   ) 
قوله تعالى : ( 
إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم   ) فإن قيل كيف طلب المغفرة لهم وهم كفار ، وكيف قال : وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ، وهذا لا يليق بسؤال المغفرة ، قيل : أما الأول فمعناه إن تعذبهم بإقامتهم على كفرهم وإن تغفر لهم بعد الإيمان وهذا يستقيم على قول 
 nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي    : إن هذا السؤال قبل يوم القيامة لأن الإيمان لا ينفع في القيامة . 
وقيل : هذا في فريقين منهم ، معناه : إن تعذب من كفر منهم وإن تغفر لمن آمن منهم . 
وقيل : ليس هذا على وجه طلب المغفرة ولو كان كذلك لقال : فإنك أنت الغفور الرحيم ، ولكنه على تسليم الأمر وتفويضه إلى مراده .   
[ ص: 123 ] 
وأما السؤال الثاني : فكان 
ابن مسعود  رضي الله عنه يقرأ وإن تغفر لهم فإنك أنت الغفور الرحيم ، وكذلك هو في مصحفه ، وأما على القراءة المعروفة قيل فيه تقديم وتأخير تقديره : إن تغفر لهم فإنهم عبادك وإن تعذبهم فإنك أنت العزيز الحكيم . 
وقيل : معناه إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز في الملك الحكيم في القضاء لا ينقص من عزك شيء ، ولا يخرج من حكمك شيء ، ويدخل في حكمته ومغفرته وسعة رحمته ومغفرته الكفار ، لكنه أخبر أنه لا يغفر وهو لا يخلف خبره . 
أخبرنا 
إسماعيل بن عبد القاهر  أنا 
عبد الغافر بن محمد الفارسي  ثنا 
محمد بن عيسى الجلودي  حدثنا 
إبراهيم بن محمد بن سفيان  حدثنا 
مسلم بن الحجاج  حدثني 
 nindex.php?page=showalam&ids=17418يونس بن عبد الأعلى  حدثنا 
ابن وهب  أخبرني 
عمر بن الحارث  أن 
بكر بن سوادة  حدثه عن 
عبد الرحمن بن جبير  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو بن العاص  nindex.php?page=hadith&LINKID=814598أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله تعالى في إبراهيم    : " رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني " ، الآية . وقول عيسى  عليه السلام : " إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم " فرفع يديه وقال : اللهم أمتي وبكى فقال الله عز وجل : يا جبريل  اذهب إلى محمد  ، - وربك أعلم - فسله ما يبكيه؟ فأتاه جبريل  فسأله ، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال ، فقال الله تعالى : يا جبريل  اذهب إلى محمد  فقل : إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك   "   .