( 
قل إني على بينة من ربي وكذبتم به ما عندي ما تستعجلون به إن الحكم إلا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين   ( 57 ) 
قل لو أن عندي ما تستعجلون به لقضي الأمر بيني وبينكم والله أعلم بالظالمين   ( 58 ) ) 
( 
قل إني على بينة   ) أي : على بيان وبصيرة وبرهان ، ( 
من ربي وكذبتم به   ) أي : ما جئت به ، ( 
ما عندي ما تستعجلون به   ) قيل : أراد به استعجالهم العذاب ، كانوا يقولون : " 
إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة   " ( الأنفال ، 32 ) الآية ، قيل : أراد به القيامة ، قال الله تعالى : " 
يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها   " ( الشورى ، 18 ) ، ( 
إن الحكم إلا لله يقص الحق   ) قرأ أهل 
الحجاز  وعاصم  يقص بضم القاف والصاد مشددا أي يقول الحق ، لأنه في جميع المصاحف بغير ياء ، ولأنه قال الحق ولم يقل بالحق ، وقرأ الآخرون ( يقضي ) بسكون القاف والضاد مكسورة ، من قضيت ، أي : يحكم بالحق بدليل أنه قال : ( 
وهو خير الفاصلين   ) والفصل يكون في القضاء وإنما حذفوا الياء لاستثقال الألف واللام ، كقوله تعالى : ( 
صال الجحيم   ) ونحوها ، ولم يقل بالحق لأن الحق صفة المصدر ، كأنه قال : يقضي القضاء الحق . 
( 
قل لو أن عندي   ) وبيدي ، ( 
ما تستعجلون به   ) من العذاب ( 
لقضي الأمر بيني وبينكم   )   
[ ص: 150 ] أي : فرغ من العذاب [ وأهلكتم ] أي : لعجلته حتى أتخلص منكم ، ( 
والله أعلم بالظالمين   ) .