صفحة جزء
[ ص: 226 ] ( قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ( 33 ) ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ( 34 ) يا بني آدم إما يأتينكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي فمن اتقى وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ( 35 ) )

( قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن ) يعني : الطواف عراة ( ما ظهر ) طواف الرجال بالنهار ( وما بطن ) طواف النساء بالليل . وقيل : هو الزنا سرا وعلانية .

أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنبأنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنبأنا محمد بن يوسف حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي وائل عن عبد الله قال قلت : أنت سمعت هذا من عبد الله؟ قال : نعم ، فرفعه ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لا أحد أغير من الله ، فلذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، ولا أحد أحب إليه المدح من الله فلذلك مدح نفسه " .

قوله - عز وجل - : ( والإثم ) يعني : الذنب والمعصية . وقال الضحاك : الذنب الذي لا حد فيه . قال الحسن : الإثم : الخمر . قال الشاعر :


شربت الإثم حتى ضل عقلي كذاك الإثم تذهب بالعقول



( والبغي ) الظلم والكبر ، ( بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا ) حجة وبرهانا ، ( وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ) في تحريم الحرث والأنعام ، في قول مقاتل . وقال غيره : هو عام في تحريم القول في الدين من غير يقين .

( ولكل أمة أجل ) مدة ، وأكل وشرب . وقال ابن عباس وعطاء والحسن : يعني وقتا لنزول العذاب بهم ، ( فإذا جاء أجلهم ) وانقطع أكلهم ، ( لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ) أي : ولا يتقدمون . وذلك حين سألوا العذاب فأنزل الله هذه الآية .

قوله تعالى : ( يابني آدم إما يأتينكم رسل منكم ) أي : أن يأتيكم . قيل : أراد جميع الرسل . [ ص: 227 ] وقال مقاتل : أراد بقوله : ( يا بني آدم ) مشركي العرب وبالرسل محمدا - صلى الله عليه وسلم - وحده ، ( يقصون عليكم آياتي ) قال ابن عباس : فرائضي وأحكامي ، ( فمن اتقى وأصلح ) أي : اتقى الشرك وأصلح عمله . وقيل : أخلص ما بينه وبين ربه ( فلا خوف عليهم ) إذا خاف الناس ، ( ولا هم يحزنون ) أي : إذا حزنوا .

التالي السابق


الخدمات العلمية