1. الرئيسية
  2. تفسير البغوي
  3. سورة الأعراف
  4. تفسير قوله تعالى " لقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره "
صفحة جزء
( لقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال ياقوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم ( 59 ) قال الملأ من قومه إنا لنراك في ضلال مبين ( 60 ) قال يا قوم ليس بي ضلالة ولكني رسول من رب العالمين ( 61 ) أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم وأعلم من الله ما لا تعلمون ( 62 ) )

قوله تعالى : ( لقد أرسلنا نوحا إلى قومه ) وهو نوح بن لمك بن متوشلخ بن أخنوخ وهو إدريس ، وهو أول نبي بعث بعد إدريس ، وكان نجارا بعثه الله إلى قومه وهو ابن خمسين سنة . وقال ابن عباس : ابن أربعين سنة . وقيل : بعث وهو ابن مائتين وخمسين سنة . وقال مقاتل : ابن مائة سنة . وقال ابن عباس : سمي نوحا لكثرة ما ناح على نفسه .

واختلفوا في سبب نوحه فقال بعضهم : لدعوته على قومه بالهلاك ، وقيل : لمراجعته ربه في شأن ابنه كنعان . وقيل : لأنه مر بكلب مجذوم ، فقال : اخسأ يا قبيح فأوحى الله تعالى إليه : أعبتني أم عبت الكلب؟ ( فقال ) لقومه ، ( يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ) قرأ أبو جعفر والكسائي ( من إله غيره ) [ ص: 241 ] بكسر الراء حيث كان ، على نعت الإله ، وافق حمزة في سورة فاطر : ( هل من خالق غير الله ) ( فاطر - 3 ) ، وقرأ الآخرون برفع الراء على التقديم ، تقديره : ما لكم غيره من إله ، ( إني أخاف عليكم ) إن لم تؤمنوا ، ( عذاب يوم عظيم )

( قال الملأ من قومه إنا لنراك في ضلال ) خطأ وزوال عن الحق ، ( مبين ) بين .

( قال ) نوح ، ( يا قوم ليس بي ضلالة ) ولم يقل ليست ، لأن معنى الضلالة : الضلال أو على تقديم الفعل ، ( ولكني رسول من رب العالمين )

( أبلغكم ) قرأ أبو عمرو : " أبلغكم " بالتخفيف حيث كان من الإبلاغ . لقوله : ( لقد أبلغتكم ) الأعراف - 93 ، ( رسالات ربي ) " ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم " ، وقرأ الآخرون بالتشديد من التبليغ ، لقوله تعالى : ( بلغ ما أنزل إليك ) ( المائدة - 67 ) ، رسالات ربي ( وأنصح لكم ) يقال نصحته ونصحت له ، والنصح أن يريد لغيره من الخير ما يريد لنفسه ، ( وأعلم من الله ما لا تعلمون ) أن عذابه لا يرد عن القوم المجرمين .

التالي السابق


الخدمات العلمية