( 
يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه وأنتم تسمعون   ( 20 ) 
ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون   ( 21 ) 
إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون   ( 22 ) 
ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون   ( 23 ) ) 
قوله تعالى ( 
يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه   ) أي : لا تعرضوا عنه ، ( 
وأنتم تسمعون   ) القرآن ومواعظه . 
( 
ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون   ) أي : يقولون بألسنتهم سمعنا بآذاننا وهم لا يسمعون ، أي لا يتعظون ولا ينتفعون بسماعهم فكأنهم لم يسمعوا . 
قوله تعالى : ( 
إن شر الدواب عند الله   ) أي : 
شر من دب على وجه الأرض من خلق الله   ( 
الصم البكم   ) عن الحق فلا يسمعونه ولا يقولونه ، ( 
الذين لا يعقلون   ) أمر الله - عز وجل - ، سماهم دوابا لقلة انتفاعهم بعقولهم ، كما قال تعالى : " 
أولئك كالأنعام بل هم أضل   " ، ( الأعراف - 179 ) قال 
ابن عباس    : هم نفر من 
بني عبد الدار بن قصي  ، كانوا يقولون : نحن صم بكم عمي عما جاء به 
محمد  ، فقتلوا جميعا بأحد ، وكانوا 
أصحاب اللواء لم يسلم منهم إلا رجلان  nindex.php?page=showalam&ids=104مصعب بن عمير  وسويبط بن حرملة    . 
( 
ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم   ) أي : لأسمعهم سماع التفهم والقبول ، ( 
ولو أسمعهم   ) بعد أن علم أن لا خير فيهم ما انتفعوا بذلك ، ( 
لتولوا وهم معرضون   ) لعنادهم وجحودهم الحق   
[ ص: 344 ] بعد ظهوره . وقيل : إنهم كانوا يقولون للنبي - صلى الله عليه وسلم - : أحي لنا 
قصيا  فإنه كان شيخا مباركا حتى يشهد لك بالنبوة فنؤمن بك ، فقال الله - عز وجل - : " 
ولو أسمعهم   " كلام قصي " 
لتولوا وهم معرضون   " .