( 
قال لا يأتيكما طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما ذلكما مما علمني ربي إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون   ( 37 ) . 
( 
قال لا يأتيكما طعام ترزقانه   ) قيل : أراد به في النوم يقول : لا يأتيكما طعام ترزقانه في نومكما ( 
إلا نبأتكما بتأويله   ) في اليقظة .   
[ ص: 242 ] 
وقيل : أراد به في اليقظة ، يقول : لا يأتيكما طعام من منازلكما ترزقانه : تطعمانه وتأكلانه إلا نبأتكما بتأويله بقدره ولونه والوقت الذي يصل فيه إليكما . 
( 
قبل أن يأتيكما   ) قبل أن يصل إليكما ، وأي طعام أكلتم ، وكم أكلتم ، ومتى أكلتم ، فهذا مثل معجزة 
عيسى  عليه السلام حيث قال : ( 
وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم   ) ( آل عمران - 49 ) فقالا هذا فعل العرافين والكهنة ، فمن أين لك هذا العلم ؟ فقال : ما أنا بكاهن وإنما ( ذلكما ) العلم ( 
مما علمني ربي إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون   ) وتكرار ( هم ) على التأكيد .