1. الرئيسية
  2. تفسير البغوي
  3. سورة البقرة
  4. تفسير قوله تعالى " يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان "
صفحة جزء
( يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين ( 168 ) إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ( 169 ) )

قوله تعالى : ( يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ) نزلت في ثقيف وخزاعة ، وعامر بن صعصعة وبني مدلج فيما حرموا على أنفسهم من الحرث والأنعام والبحيرة والسائبة والوصيلة ، والحام فالحلال ما أحله الشرع طيبا قيل ما يستطاب ويستلذ والمسلم يستطيب الحلال ويعاف الحرام ، وقيل الطيب الطاهر ( ولا تتبعوا خطوات الشيطان ) قرأ أبو جعفر وابن عامر والكسائي وحفص ويعقوب بضم الطاء والباقون بسكونها وخطوات الشيطان آثاره وزلاته وقيل هي النذر في المعاصي وقال أبو عبيدة : هي المحقرات من الذنوب وقال الزجاج : طرقه ( إنه لكم عدو مبين ) بين العداوة وقيل مظهر العداوة وقد أظهر عداوته بإبائه السجود لآدم وغروره إياه حتى أخرجه من الجنة

( وأبان ) يكون لازما ومتعديا .

ثم ذكر عداوته فقال : ( إنما يأمركم بالسوء ) أي بالإثم وأصل السوء ما يسوء صاحبه وهو مصدر ساء يسوء سوأ ومساءة أي أحزنه وسوأته فساء أي حزنته فحزن ( والفحشاء ) المعاصي وما قبح من القول والفعل وهو مصدر كالسراء والضراء . روى باذان عن ابن [ ص: 181 ] عباس قال : الفحشاء من المعاصي ما يجب فيه الحد والسوء من الذنوب ما لا حد فيه . وقال السدي : هي الزنا وقيل هي البخل ( وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ) تحريم الحرث والأنعام .

التالي السابق


الخدمات العلمية