[ ص: 369 ]   ( 
وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم   ( 4 ) 
ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون   ( 5 ) 
وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون   ( 6 ) 
لو ما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين   ( 7 ) 
ما ننزل الملائكة إلا بالحق وما كانوا إذا منظرين   ( 8 ) 
إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون   ( 9 ) . 
( 
وما أهلكنا من قرية   ) أي : من أهل قرية ( 
إلا ولها كتاب معلوم   ) أي : أجل مضروب لا يتقدم عليه ، ولا يأتيهم العذاب حتى يبلغوه ، ولا يتأخر عنهم . 
( 
ما تسبق من أمة أجلها   ) " من " صلة ( 
وما يستأخرون   ) أي : الموت لا يتقدم ولا يتأخر ، وقيل : العذاب المضروب . 
( وقالوا ) يعني : 
مشركي مكة    ( 
يا أيها الذي نزل عليه الذكر   ) أي : القرآن ، وأرادوا به 
محمدا  صلى الله عليه وسلم ( إنك لمجنون ) وذكروا تنزيل الذكر على سبيل الاستهزاء . 
( لو ما ) هلا ( تأتينا بالملائكة ) شاهدين لك بالصدق على ما تقول ( إن كنت من الصادقين ) أنك نبي . 
( 
ما ننزل الملائكة   ) قرأ 
أهل الكوفة  غير 
أبي بكر  بنونين " الملائكة " نصب ، وقرأ 
أبو بكر  بالتاء وضمها وفتح الزاي " الملائكة " رفع ، وقرأ الباقون بالتاء وفتحها وفتح الزاي " الملائكة " رفع . ( إلا بالحق ) أي : بالعذاب ولو نزلت يعني الملائكة لعجلوا بالعذاب ( 
وما كانوا إذا منظرين   ) أي : مؤخرين ، وقد كان الكفار يطلبون إنزال الملائكة عيانا فأجابهم الله تعالى بهذا . ومعناه : إنهم لو نزلوا أعيانا لزال عن الكفار الإمهال وعذبوا في الحال . 
( 
إنا نحن نزلنا الذكر   ) يعني القرآن ( 
وإنا له لحافظون   ) أي : نحفظ القرآن من الشياطين أن   
[ ص: 370 ] يزيدوا فيه ، أو ينقصوا منه ، أو يبدلوا ، قال الله تعالى : ( 
لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه   ) ( فصلت - 42 ) والباطل : هو إبليس ، لا يقدر أن يزيد فيه ما ليس منه ولا أن ينقص منه ما هو منه . 
وقيل الهاء في " له " راجعة إلى 
محمد  صلى الله عليه وسلم أي : إنا 
لمحمد  لحافظون ممن أراده بسوء كما قال جل ذكره : ( 
والله يعصمك من الناس   ) ( المائدة - 67 ) .